المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٠

الكتاب العربي.... تحول وتنوع

نتكلم كثيراً عن مشكلة القراءة في العالم العربي على أنها مشكلة قلة في القراء وكأن القراء مخلوقات خضراء صغيرة تكثر في المناطق الباردة وتعاني من الانقراض في المنطقة العربية. القراءة هي مثل مشاهدة التلفاز ولعب الرياضة هواية يمارسها الشخص بناء على المغريات التي يجدها في هذه الهواية، فمثلاً لو نتذكر أيام القنوات الأرضية وقبل البث الفضائي حينما كنا مرغمين على متابعة قنواتنا المحلية وتلك الخليجية التي نلتقط طرفاً مشوشاً منها لوجدنا أن متابعتنا للتلفاز كانت أقل بكثير مما هي عليه اليوم لعدم وجود خيارات ولقلة جودة المعروض أمامنا وعندما بدأ البث الفضائي وتنوعت البرامج والقنوات لتتناسب مع كل الأذواق وجدنا أنفسنا ملتصقين أمام شاشات التلفزيون نقلب من قناة إلى قناة. وكما أن المشكلة مع التلفاز كانت في المعروض لا المشاهد فإنني أرى أن المشكلة في الكتاب وليست في القارئ. كنت أحدث أحد الزملاء قائلاً أن الكتاب العربي مليء بالإنشاء والحشو وخال من التشويق والمتعة البصرية ولكن هذا الصديق كان مصراً على أن المشكلة هي القارئ العربي الذي يعزف عن القراءة ودخلنا في سجال حول البيضة والدجاجة من سبق الآخر. لكن ما هي مش

الفروق الثقافية ... وكيف نتعامل معها

عدت لتوي من لقاء حضره ممثلون عن 15 دولة مختلفة ولأن اللقاء أدير بطريقة ودية فقد سنحت لنا الفرصة أن نختبر ثقافات بعضنا البعض وأن نتعامل معها. ولاحظت من خلال ذلك مجموعة من الملاحظات التي أود أن أنقلها لكم. الملاحظة الأولى هي أننا بطبيعتنا البشرية نميل إلى اعتبار ثقافتنا مقياساً لبقية الثقافات فنبدأ بافتراض أن ثقافتنا هي الأساس لذا نجد أن ردة الفعل الطبيعية تجاه هذه الفروق الثقافية هي الاستهجان بدلاً من الاستغراب ويظهر ذلك بشكل بارز في الفروق المذهبية والدينية حيث نبدأ برفض ممارسة الطرف الآخر حتى يتبين لدينا أنها مقبولة. الملاحظة الثانية هي أننا ننتقل من الاستهجان إلى شغف التعلم فور تجاوزنا الحواجز الشخصية فالعلاقة الاجتماعية والارتياح النفسية تكون مدخلاً إلى التعارف الحقيقي بين الثقافات وحينها ندرك أننا جعلنا بهذا الاختلاف حتى نتعارف كما ذكر الله في كتابه (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا). الملاحظة الثالثة هي أن هناك 3 ممارسات تكون أول ما نتعرف عليه من ثقافة الاخر، طريقته في اللباس والسلام واللهجة. ويحدث من الطرائف الكثير عندما نبادر بالسلام حيث يتوقع كل منا أن يكون الطرف الآخر يسلم بالط

اهدموا المسجد الأقصى!

أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريراً بعنوان عين على الأقصى يرصد الانتهاكات والمؤامرات التي تدور حول المسجد الأقصى خلال الفترة من أغسطس 2008 إلى الشهر نفسه من هذا العام. يقدم التقرير أرقاماً تقشعر لها الأبدان عن التزايد المضطرد في كم الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى. أدهشني فيما قرأت كيف يحدث هذا كله في مرأى ومسمع من قادة الرأي العرب والمسلمين الذين تبح أصواتهم بالتذكير بأهمية المسجد الأقصى ولكنهم لا يلتفتون إلا متأخرين لمثل هذه الأرقام. أعرض فيما يلي بعض الإحصاءات الواردة في التقرير. يشير التقرير إلى وجود 25 مشروع حفريات مكتملة ونشطة حالياً تحت وفي محيط المسجد الأقصى نصفها تقريباً نشطة – أي يتم العمل بها حالياً- والجدير بالذكر أن الأعمال تبدأ لأول مرة في الحائط الشمالي وهو تطور جديد وخطير. كما يسجل التقرير 12 تدخلاً لإحلال اليهود محل الفلسطينيين في محيط المسجد منها 6 عمليات بناء جديدة لوحدات سكنية لليهود. أما على مستوى الاقتحامات فزادت الاقتحامات إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 43 مقارنة ب21 في العام الماضي، كان بين هذه الزيارات زيارة لوزير الأمن المتطرف ضمن 5 زيارت رسمية

هل نريد انتفاضة جديدة؟

تصاعدت النداءات الشعبية في الدول العربية والإسلامية مطالبة بتحرك على كافة الأصعدة رداً على الجرأة الصهيونية المتمثلة بتكثيف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك في سياق دعوات صهيونية لاقتطاع جزء منه لتحويله إلى كنيس تمهيداً للسيطرة على المسجد. وكالعادة اكتفت الحكومات بالشجب والاستنكار ولكننا وخاصة بعد ما رشح من تفاصيل حول الدور العربي في الحرب على غزة غير طموحين فيما يتعلق بالدور الرسمي. بعض المطالبات ذهبت إلى حد الدعوة إلى انتفاضة جديدة للأقصى مشابهة لتلك التي انطلقت في بداية الألفية الثانية. ولكن هل نقف اليوم حيث وقفنا آنذاك؟ لماذا الغضب؟ الاقتحامات الإسرائيلية مستمرة منذ مدة ليست بالقصيرة ولكن الجديد هو أنها تأتي في سياق تبني حكومة نتنياهو لمشروع أورشليم أولاً الذي يسعى لتهويد القدس كما يأتي متزامناً مع الدعوات المباشرة لبناء كنيس داخل المسجد الأقصى بجوار باب المغاربة الذي تمت السيطرة عليه مؤخراً من قبل الإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك تأتي هذه الاقتحامات في ظل انشغال العالم بإيران وقدرتها النووية ومن عادة الإسرائيليين استغلال نقاط ساخنة دبلوماسية مثل هذه لتمرير اعتداءات جديدة بحيث تك

فعلاً ليته كان جندياً إسرائيلياً!

ليس مستغرباً أن يعمل المثقفون من اليهود الصهاينة والمحافظين الجدد على نشر كتابات تدافع عن الحق الإسرائيلي في الدفاع عن النفس وأن يجتهدوا في إظهار جرائم حماس تجاه الإنسانية جمعاء من خلال تجرؤها على مقاومة العدوان. كل هذا لا يبدو غريباً لي ولكن الغريب هو أن يقوم بهذا المجهود بعض أبناء جلدتنا من الكتاب والمثقفين! طالعتنا إحدى الصحف الخليجية بمجموعة من المقالات لكاتبين خليجيين يرقصون طرباً لما يحدث في غزة من قتل ودمار ولا أقصد أنهم يهمزون ويلمزن بل يعلنونها ملياً أنهم مع الاعتداء الإسرائيلي على غزة ويتمنون زوال حماس ومن خلفها من الإرهابيين من النساء والأطفال فيقول أحدهم: "ايها الجيش الاسرائيلي عليكم بالارهابيين الفلسطينيين المؤتمرين بأوامر الارهاب البعثي الفارسي لاحقوا متمردي (حركة حماس!) ومعتوهيها والحمقى من قادتها والمتهورين من زعمائها المتسترين بالدين والمتاجرين به واسحقوهم وابيدوهم ولقنوهم درساً لن ينسوه إلى الابد كما لقنتم (حزب الله!)" وكتب آخر مقالاً كاملاً بعنوان" «النضال» وسط ثمانية.. أفخاذ!!" يتحدث فيه عن الشهيد نزار الريان وغيره حديثاً خالياً من الأدب مع الأحي

حاميها حراميها.... وقائدها يهددها

أثارت تصريحات شبانة مسئول الاستخبارات في حكومة عباس عن الفساد في السلطة موجة جديدة من الاتهامات والاتهامات المضادة شبيهة لتلك التي بدأتها تصريحات فاروق القدومي قبل بضعة أشهر ويبدو أن عملية تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام على أشدها مع تهالك سلطة الضفة وتفكك بنيتها وتراشق رموزها. ويبدو أن حماس لم تعد الخطر الأول في عيون السلطة – على اعتبار أن إسرائيل على ما يبدو ليست خطراً أصلاً- بل أن أصحاب الضمير الحي أو حتى الضمير الميت دماغياً أصبحوا العقدة الأولى. تصريحات شبانة بطبيعة الحال عن فاروق الحسيني لم تكن مستغربة وهي ليست مستغربة في أي نظام يعتريه الفساد من رأسه إلى أخمص قدميه ولكن الغريب هذه المرة أنه يأتي من داخل المؤسسة الاستخباراتية التي تكون عادة اليد الضاربة للفساد في هذه الأنظمة وفي مقابلة له مع الجزيرة أكد شبانة على أنه عندما تقدم للرئاسة باتهامات الفساد للمرة الأولى تمت ترقيته في محاولة لشرائه على ما يبدو رغم اعتراض الحسيني المتهم بالتحرش أو الابتزاز الجنسي. الآن يهدد شبانة بتفجير قنبلة جديدة في بداية مارس ويقول أنها كفيلة بنسف علاقة عباس بالأنظمة العربية مجتمع ويبدو أنه يشير إلى

عودوا كما كنتم!!

شهدنا جميعاً في الأسابيع الأخيرة هبة شعبية جارفة على مستوى العالم من شرقه إلى غربه مساندة لقضية إنسانية عادلة في غزة، خرجت الجموع تهتف وصارت البيانات الرسمية والشعبية تتهافت على وسائل الإعلام وأقيمت المهرجانات وحملات جمع التبرعات بشكل يومي ومستمر.. ولكن.. إلى متى؟ هاهو الجانب العاجل من الأزمة قد انتهى وبدأت وسائل الإعلام تعود تدريجياً إلى أخبار الرياضة والاقتصاد وتعود القضية الفلسطينية شيئاً فشيء إلى هامش الأحداث. إن الذاكرة الإنسانية للمجتمعات هي بلى شك قصيرة المدى فهي خلال أسابيع وربما أقل من ذلك سيمحى منها معظم ماله علاقة بفلسطن لتبقى الرواسب المعتادة من لعن اليهود وسب الحكام العرب. ولكن ما العمل وكيف نستثمر هذه العواطف الجياشة في صناعة تغيير اجتماعي حقيقي؟ هناك في نظري ثلاثة وسائل رئيسية للوصول إلى ذلك. الوسيلة الأولى هي التحول من الشحن العاطفي إلى التثقيف. القلب المستثار يورث عقلاً مستثاراً فقابلية الناس في مثل هذه الأحداث للتعلم تكون عالية فالبدء بمشاريع تثقيفية حول تاريخ القضية الفلسطينية ومركزيتها في الذهنية الإسلامية بالإضافة إلى التثقيف حول أهمية الحراك الشعبي ووسائله سيسهم ح

نصرة فلسطين بين العملية والعاطفية

عدت للتو من اسطنبول حيث أقيم المؤتمر الشعبي لنصرة فلسطين بحضو أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم تداعوا إلى هذا المؤتمر ليقدموا مشاريعهم في إطار 10 محاور نصرة لفلسطين والفلسطينيين في ظل عدوان يومي متكرر. وشاركت شخصيات كبيرة على رأسها فضيلة الشيخ القرضاوي والمشير سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق وغيرهم. كان الهدف الرئيسي من المؤتمر إطلاق عدد من المشاريع لنصرة فلسطين من خلال ورش عمل تجمع أصحاب الاهتمام المشترك في مواضيع مثل إعادة الإعمار والتعبئة والشباب والنساء والمقاطعة بحيث تكون هذه المشاريع مؤسسية ومستمرة وليست مجهودات مبتورة. كان المؤتمر بدعوة من عدد من الجهات منها منظمة IHH الخيرية التركية وجمعية الإصلاح الكويتية واتحاد علماء المسلمين وغيرهم. شاركت شخصياً في ورشة خصصت لإطلاق الهيئة الشعبية العالمية للمقاطعة بمشاركة أكثر من 30 مؤسسة من 20 دولة أو يزيد ووجدت أن هذا الأسلوب في إدارة المؤتمر كانت على غير العادة فعالة ومؤثرة ففي نهاية المؤتمر أعلن عن عشرات المشاريع التي تكونت نواتها الأساسية وستقوم إدارة المؤتمر بإقامة لجنة تنسيقية لتوفير التمويل ومتابعة المشاريع. وما أسعدني كثيرا ك

متفائلون بالنصر وغيره...

كم تؤلمنا تلك المناظر البشعة للقتل والتدمير وسفك دماء إخواننا الصابرين المجاهدين من أهل غزة الأبية، وكم نجد أنفسنا عاجزين أمام الطغيان والخذلان فكأننا نحن المحاصرون ولكن حاصرنا ضعفنا وتخاذلنا وحاصر الصهاينة أهل غزة. ومع تطور الأوضاع تتعالى الهتافات الشعبية المساندة لغزة وتلهج الألسن والقلوب بالدعاء ولكن إلى أين تسير بنا الأحداث؟ هناك بطيعة الحال نتيجتان طبيعيتان حتميتان، إما إنهاء لحكم حماس وسقوط غزة أو انسحاب إسرائيلي مذل. وبين هاتين الحالتين حالات وسيطة عديدة. ولست هنا في معرض ذكر السيناريوهيات المختلفة المتوقعة ولكن أقول أن الأمة في السنوات الأخيرة وقفت مثل هذه الوقفة وترقبت مثل هذا التقرب في أحداث عديدة بدءً بالحرب الروسية الأفغانية وثم البوسنة وتلاها كوسوفو والعرق وأفغانستان وكم خيبت الآمال وبلغت القلوب الحناجر في هذه الحالات السابقة، ولكن لا بد لنا أن ننظر بعين التفاؤل إلى أي نتيجة متوقعة. في كتاب ملامح المستقبل لأستاذي الفاضل الدكتور محمد حامد الأحمري يصف لنا ما ظنناه أحلك أوقات الأمة حديثاً وأزمنتها المظلمة بعين متفائلة وقد أخبرني أنه كتب هذا الكتاب في ظل سقوط بغداد وسقوط قلوبن

بين العدالة والتنمية والسعادة... صراع الأجيال

منذ الانشقاق التاريخي في أروقة حركة (ملي جروش) التركية والذي ظهر على إثره حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى الوجود والعلاقة بين طرفي الشقاق تواجه توتراً ملحوظاً، ورغم أن بعض الإسلاميين والعلمانيين لأهداف مختلفة فضلوا أن يشيعوا أن الموضوع لايعدو عن كونه تمثيلية للخروج من مأزق حل الأحزاب الذي كانت تواجه الحركة إلا أن الأيام أثبتت أن الخلاف بين الطرفين حقيقي ومتجذر. وجاءت محاولات الإسلاميين التمسك بتلك الرواية لإبعاد شبح الانقسام عنهم وتمسك العلمانيين بها سعياً وراء إسقاط الحكومة محرجة لكلا الطرفين ولكن في زيارة مؤخراً إلى إسطنبول كان الطرفين حريصين خلال لقاءاتي بهم على إثبات عكس ذلك. التقيت في مقر حزب السعادة في إسطنبول مع كوكبة من قيادات الحزب وسألتهم عن الوضع الراهن ورؤيتهم للمستقبل السياسي في تركيا عموماً ولحزبهم تحديداً. يرى المسئولون في حزب السعادة أن الخط الذي سلكه أوردغان وحزبه تسبب في إضعاف التيار الإسلامي التركي من خلال الانقسام بين كوادره كما أدى على حد تعبيرهم إلى نشوء ظاهرة الإسلام الناعم في تركيا والذي يقابله الظاهرة المرتبط بالدعاة الجدد في العالم العربي. كان موقف السعاديين م

الهدف الجديد...الصين

يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة والتي تتسم بالحداثة وصغر سن أعضائها تتجه نحو هدف قديم جديد أقرب إلى قلوب الديموقراطيين والليبراليين الأمريكيين عموماً، هذا الهدف هو الصين التي طالما كانت "خروقات" حقوق الإنسان فيها مادة لمطالبات المؤسسات الأمريكية والتي تهيمن عليها أمريكا عالمياً العاملة في حقل حقوق الإنسان. الصين بطبيعة الحال تخيف الساسة الأمريكيين بصورة عامة لعدة أسباب واضحة. السبب الأول والأهم هو القوة الاقتصادية الضخمة التي تشكلها الصين والتي تنمو بشكل مخيف بالنسبة لهم سنوياً مما أثر بشكل بالغ على صادرات الولايات المتحدة إلى العالم والأهم أن الصين تحتفظ بأكبر مخزون للدولار الأمريكي في العالم خارج أمريكا نفسها كما تعتبر مقرضاً رئيسياً للولايات المتحدة. والاقتصاد الصيني هذا يعتبر كذلك أحد المستوردين الرئيسيين للسلع والتكنولوجيا الأمريكية مما يدعو إلى القول أن الصين إذا عطست ستشعر بلاشك أمريكا بالبرد. السبب الثاني هو أيديولوجي بامتياز حيث أن الصين هي النموذج الناجح للدولة الشيوعية الحديثة التي اقتربت من الرأسمالية ولكنها حافظت على جزء كبير من النظام الشيوعي فمع إصلاحات بنغ ا

الثقافة الديموقراطية والمؤسسة الديموقراطية

منذ أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن الديموقراطية على صيغتها الغربية هي الحل لمشاكل منطقتنا ووظفت لتحقيق هذا الهدف مؤسساتها الدبلوماسية والبحثية ووسائل ضغطها المباشرة وغير المباشرة على الأنظمة في المنطقة اتجهت بعض هذه الأنظمة بمعية المستشارين الغربيين إلى طرح مبادرات للمشاركة الشعبية سواء من خلال برلمانات منتخبة ولو جزئيا أو بدون صلاحيات حقيقية مثل مجالس محلية لإدارة الشئون البلدية وجمعيات نقابية وغيرها ولكن السؤال يبقى هل تعتبر هذه المبادرات وسيلة ناجعة لتأسيس ثقافة الديموقراطية؟ لا شك أن هذه التجارب ستساهم بشكل ولو محدود في خلق بيئة سياسية أكثر انفتاحاً من سابقتها، ولا شك أن هذه الديموقراطية المهداة تشكل تحولاُ ولو جزئياً في سياسات الأنظمة في المنطقة ولكن المشكلة ليست فقط غياب هذه المؤسسات وإنما غياب الثقافة الاجتماعية التي تحتاجها لتنمو نمواً طبيعياً. هذه الثقافة بحاجة إلى تأسيس ثلاثة مفاهيم رئيسية، المطالبة، القبول بالآخر، والمساهمة الاجتماعية. المطالبة بالحقوق هي في حد ذاتها حق إنساني ولعلها السب الرئيسي وراء نشوء الديموقراطية، المطالبة بدور في إدارة إثر خلاف بين نبلاء بريطان

هاييتي وقيم الإنسانية الأمريكية

عندما تواجه إحدى دول العالم بأزمة إنسانية مثل تلك التي نتجت عن الزلزال المدمر في هاييتي تتداعى مختلف الدول والمؤسسات لتقديم مواد الإغاثة والإعانات لتخفيف وطئ المأساة على الشعب المنكوب، ولكن في حالة هاييتي كانت هناك حسابات أخرى على ما يبدو في تقديم العون. أول الواصلين إلى الجزيرة المنكوبة كانت الطائرات الأمريكية العسكرية لجمع المعلومات وإنقاذ بعض الأمريكيين بشكل عاجل ولكن ذلك سرعان ما تطور إلى وصول أكثر من ألفي جندي وحاملة الطائرات الضخمة كارل فنسون إلى الجزيرة وتكليف اثنين من الرؤساء السابقين – بوش وكلنتون- بالإشراف على جهود الإغاثة هذا بالإضافة إلى توقع وصول ما يقارب الخمسة آلاف جندي إلى هناك في الأيام القادمة. اتخذت القوة العسكرية الأمريكية من باحة القصر الرئاسي المهدم مقراً لها في إشارة رمزية على ما يبدو وسيطرت على المطار متحكمة بذلك في كل الحركة الجوية من وإلى الجزيرة وفي تصريحات لمسئولي الإغاثة في مؤسسات ودول مختلفة أعطت القوات الأمريكية الأولوية لاحتياجات جنودها في الوصول إلى هاييتي كما اشتكت السلطات البرازيلية مثلاً من اضطرارها لإعادة بعض طائرات الإغاثة إلى أراضيها نظراً لتعذر ا

الاستخدامات السياسية للأحذية عبر التاريخ

لقد أثار الصحفي منتظر الزيدي زوبعة عالمية سياسية وإعلامية عبر تصرفه الشجاع برمي فردتي حذائه الكريمتين في اتجاه الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش والذي جلس رافعاً قدمه في مناسبات عديدة أمام رؤساء ومسئولين عرب ومسلمين أثناء استقباله لهم في البيت الأبيض. لأن الثقافة الأمريكية لا تجرم أن يضع الإنسان حذاءه بمواجهة الضيف فقد تمرس بوش في فعل ذلك كما رأينا مراراً في زيارات مختلف الزعماء ولكن هذه المرة كان الحذاء يسير باتجاهه ولولا خبرته الواسعة في مجال صد الأحذية لكان اشتم عبق الحذاء العراقي الأصيل. ولكن هذا الحذاء ليس الوحي الذي صنع التاريخ ففي مختلف العصور كان الحذاء سلاحاً خطيراً في مواجهة الخصوم ونذكر هنا مجموعة من بطولات الحذاء التاريخية. عندما استأثرت شجرة الدر عصمة الدين أم خليل بحكم مصر بعد وفاة زوجها الملك الصالح أرادة أن تسكت الأصوات المعارضة لتوليها حكم مصر من خلال زواجها بعز الدين أيبك ولكن رغبة الأخير هذا في الزواج مرة أخرى وإبعاد شجرة الدر عن سدة الحكم أدى إلى قيامها بقتله. ودفع ذلك زوجته السابقة (أم علي صاحبة الأكلة المشهورة) إلى الانتقام منها بعد أن فرضت عليها الإقامة الجبرية بأ

من قمم الإنجازات إلى قمم المصالحات

انطلقت مسيرة جامعة الدول العربية مع نهاية عهود الاستعمار وبداية التأسيس للواقع العربي الحديث وتركزت الآمال والطموحات منذ ذلك الحين على أن تكون هذه الجامعة هي نواة الوحدة العربية التي تغنى بها الساسة والشعراء منذ إطلاق مسيرة القومية العربية. ولكن الواقع العربي المرير انعكس بدوره على هذه الجامعة فبدلاً من أن تكون بيتاً للعرب يقوم على تعميق الوحدة العربية تحولت إلى مسرح لاستعراض الخلافات بأشكالها المختلفة. لقد انتقلت طموحاتنا من سقف الوحدة إلى قاع المصالحة سريعاً وليت المصالحة التي نعني هي على سبيل تطبيع العلاقات وتطوير التعاون المشترك وفتح الحدود! فهي مع شديد الأسف لا تعدو غالباً أن تكون مصالحة شخصية بين زعيمين (تشاجرا) في أروقة القمة وقاعاتها. والمزعج في الأمر أن هذه الشجارات العربية والتي تقابل بكثير من الكبرياء وقليل من التنازل يقابلها تسامح وتجاوز عن إساءات تأتي من خارج العالمين العربي والإسلامي فنتقبل تارة إساءة إسرائيلية صريحة وندير الخد الأيسر لصفعة أمريكية على الخد الأيمن. ولكن ماذا يرسم المستقبل لهذه القمم العربية إذا استمرت بهذا المنوال؟ في تقديري هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة

طه حسين والحكومة الأردنية

كتب أو قال طه حسين ذات مرة أنه علينا " أن نسير سير الأوربيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، ما يحب منها وما يُعاب" داعياً بذلك إلى اقتباس النموذج الأوربي في الحضاري وتقبله على علاته وعلى مافيه من نقص وعلى ما يعتريه من طوام أخلاقية واجتماعية. ونحن هنا لسنا في صدد مناقشة هذه المقولة أو تفنيدها ولكن ما ذكرني بها هو تصرف الحكومة الأردنية الأخير مع جبهة العمل الإسلامي الوجه الأكثر اعتدالاً للإسلاميين في المنطقة والتي كانت حريصة منذ عهد الملك الراحل الحسين بن عبدالله على علاقة براغماتية سلمية مع المؤسسة الرسمية بل وفي أحيان اتهمها البعض بأنها شديدة المسالمة. والرابط هنا بين الأمرين هو أن طه حسين على ما كان يتهم به من الجري وراء الغرب وتقديس نموذجهم الحضاري إلا أنه لم يصل إلى الدرجة التي وصلت إليها بعض الحكومات العربية في يومنا هذا من الشراكة الحضارية التي تحرض على أخذ شر وأمر مافي هذه الحضارة ونبذ خير وأحلى ما فيها. فيبدو أن المؤسسة الرمسة الأردنية تحاول المزج بين مجموع الممارسات الكارثية في التاريخ الأوروبي سواءً في تجربة الد

العملة الخليجية المعقدة

أكدت أدبيات مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه عام 1981 إلى ضرورة التكامل الاقتصادي بين أعضاءه أسوة بمشاريع الاندماج الكونفيدرالي الأخرى وعلى رأسها تجربة الاتحاد الأوروبي، وبدأ ذلك سريعاً حيث وقعت بعد عامين (1983) اتفاقية لإعلان منطقة التجارة الحرة وهي الخطوة الأولى في الاندماج الاقتصادي حسب نظريات الاقتصاد الكلي. لكن هذه الخطوة بقيت يتيمة تقريباً حتى عام 2001 حين عادت مسألة التكامل الاقتصادي إلى الواجهة من خلال التوقيع على الاتفاقية الاقتصادية التي شملت ضمن بنودها الاتفاق على تأسيس اتحاد نقدي بين الدول الأعضاء، كما نصت على أن تكون العملة الموحدة الناتجة عن هذا الاتحاد النقدي مربوطة بالدولار الأمريكي مما استلزم أن تقوم حكومات الدول الأعضاء بربط عملاتها الحالية بالدولار استعداداً لتطبيق الاتحاد النقدي. بحلول عام 2003 وبعد إنهاء الكويت إجراءات ربط دينارها بالدولار وتأسيس الاتحاد الجمركي الخليجي باتت الأجواء مهيئة لبدء الحوار بين ممثلي الدول الأعضاء حول تفاصيل الاتحاد النقدي حسب الجدول الزمني الذي حددته الاتفاقية الاقتصادية الموقعة في 2001. وبعد ثلاثة أعوام من الجلسات النقاشية حول الاتحاد وج

الشفافية

الشفافية مفهوم قديم جديد يرمز إلى الإعلان عن المعلومات التي تعتبر مهمة لجمهور محدد فمثلاً لا بد للشركات من الإفصاح عن البيانات المالية والقرارات الإدارية لصالح المساهمين وجهات الرقابة كما لا بد للحكومات من إيجاد نظام يسمح للمواطنين بالوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها بدون حواجز إدارية أو أمنية. بكل بساطة الشفافية هي حق الحصول على المعلومة. تربط الشفافية كذلك بأدوات ارقابة والمحاسبة فكشف المعلومات هو الذي ينجح أدوات الرقابة ويجعلها فعالة. لذا فإن الشفافية مهمة جداً لأي مجتمع يريد أن يتحول إلى التنمية المستدامة الشاملة لأن وضع الحواجز أمام المعلومات يعني أن الأخطاء التي ترتكب ا يمكن ملاحقة مصدرها كما يعني أن الفساد الإداري سيكون من السهل إخفاؤه والتستر عليه، أضف إلى ذلك أن الشفافية تضمن التنافسية بين المؤسسات سواء في قطاع الأعمال أو الحكومة لأنها تعني أن الإنجازات تصبح أمام الجمهور العام وبالتالي تكون الطبقات الإدارية أكثر حرصاً على وجود إنجازات مشرفة وعدم وجود إخفاقات محبطة. في العالم العربي يرتبط غياب الشفافية بالشمولية في نظام الحكم ولذلك استشرى الفساد في المؤسسات الحكومية وتحولت الر

51...51...51

تقول النكتة المشهورة أن رجلاً سمع مجنونا يردد 51...51...51 فأراد أن يقترب منه ليسأله عن هذا الرقم فلما اقترب وقع في حفرة وإذا بالمجنون يردد 52...52...52! إنه حقاً من الجنون على ما يبدو أن تقف بجوار حفرة منتظرأ أن ترى الآخرين يقعون فيها دون اعتبار لسلامتهم ودون تنبيههم! في الحقيقة استحضرت هذه النكتة وأنا أفكر في أمر جاد وهام، كيف نتعامل مع أخطاء أبنائنا ومرؤوسينا وأقراننا، كلنا حريص على أن لا يرتكب الآخرون أخطاء ارتكبناها سابقاً حتى في أبسط الأمور "لا تذهب إلى المطعم الفلاني فأكله سيء" أو "هذه السيارة سريعة العطل ابتعد عنها" جمل نقولها يومياً لكل من يعز علينا رؤيته في موطن خطر أو خطأ وهذا أمر طبيعي محمود ولكن هناك جانب آخر لهذه الوصاية قد يكون أحياناً سبباً في نتائج غير إيجابية. إن النصح واجب ولكن قبول النصح ليس كذلك وهنا المشكلة كلنا يسارع إلى تقديم النصح ولكنه في غالب الأحيان لا يتقبله من الآخرين خاصة فيما يتعلق بالسمات والقرارات الشخصية. لذلك يجب علينا في بعض الأحيان أن نقف جانباً وقفة المجنون الذي يرى صاحبه يقع في الحفرة، ليس السبب نكاية أو تشفياً ولكن اتقاء لشر

الوطنية

الوطنية (1) تعرف الوطنية على أنها مشاعر الحب والانتماء التي تدفعك لتكريس حياتك لخدمة وطنك وبإمكاننا أن نستخلص من هذا التعريف أن الوطنية ليست أقوال أو شعارات ترفع إنما هي تفان وتضحية تجاه الوطن الذي فيه نشأ الشخص واكتسب الانتماء له وفي هذه السلسلة سنعرض إلى الأشكال المختلفة التي يتعامل فيها الناس مع مفهوم المواطنة وعلاقة المواطنة بالقومية وغيرها من عناصر هذا الموضوع الشائك. مع نشوؤ الدولة القومية والتي نقصد بها الشكل الحديث للدولة ذات الحدود الواضحة والحجم المحدود وانتهاء عصر الإمبراطوريات التوسعية الشاملة ظهر نوع جديد من الانتماء الوطني الضيق فبعد أن كان السائد هو انتماء ديني أو عرقي خالص بدأت تظهر عناصر لانتماء لا يستند إلى هذين الأمرين وإنما هو يستمد من الشكل القانوني السياسي للقطر الذي ينشأ فيه الواحد منا فأصبحنا بذلك مطالبين بأن نكون انتماءات جديدة إلى أجسام لا يشكل كثير منها وحدات ثقافية أو دينية أو عرقية وتكون في كثير من الأحيان أجسام هجينة من عرقيات وأديان مختلفة. يتضح ما سبق بشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية فهي دولة قامت على أنقاض حضارات المايا والإنكا وغيرها الإمبراطوري

مصخوتها!

لم أتمالك نفسي ووجدت نفسي تلقائياً أقول "مصختوها!" إثر قراءتي الخبر المحزن الذي يفيد باستضافة بلادنا عبر مركز حرية الإعلام لروس فلمنج أحد المسئولين وبشكل مباشر عن أزمة الرسوم المسيئة، ومما زادني حنقاً وغيظاً أنه جاء في إطار الحديث عن حرية الإعلام. وكأن ذلك لم يكن كافياً فطالعنا أحد الزملاء من الكتاب بخفايا إحدى الجلسات في هذا المؤتمر والتي حرص المشاركون فيها على ما يبدو من حديث زميلنا على انتقاد موقف (المسلمين) من أزمة الرسوم المسيئة والدعوة إلى حرية تتجاوز المقدسات في الإعلام. ولكن ذلك جاء في سياق أكثر من تصرف بنفس الجرأة والتبجح حيث سبق ذلك بفترة ليست بعيدة استضافة المؤسسة العربية للديموقراطية لشاعر ومفكر من المغرب العربي تجرأ على الثوابت الدينية من خلال شعره وذلك ضمن فعاليات ملتقى عن الإبداع!. هذا وقد سمعنا منذ مدة ليست بالبعيدة عن تواجد يهود وشواذ جنسياً ضمن أطقم عمل جامعات المدينة التعليمية ليشرفوا على إعداد الجيل القادم!. هل أصبحت قطر مرتعاً لهؤلاء؟ هل أصبحت الدولة التي تميزت دائماً بمواقفها الإسلامية والعربية المشرفة مضيفة لأعداء الأمة والمطرودين من كل حدب وصوب؟ ومن ال

مجتمع في خطر

ما أسهل أن نجلس في مجالسنا ومنتدياتنا وكافة لقاءاتنا واجتماعاتنا متذمرين من التحولات السلبية الاجتماعية التي نشهدها سواء على المستوى السلوكي أو على مستوى التواصل الاجتماعي أو غير ذلك من الظواهر التي أصبح ظهور شيء جديد منها طبيعي في كل وقت وحين وكم هو سهل تحليل تلك الظواهر وتوجيه اللائمة تجاه حكومات مفسدة أو شباب (صيع) أو ترف استهلاكي ولكن، كل ذلك هو في الحقيقة جزء من المشكلة. إن هذا الإحساس العام باللامبالاة الذي يعترينا بحيث نرى أمام أعيننا بنية مجتمعنا التي كانت في يوم ما مضرب المثل تنهار ونقف مكتوفي الأيدي مكتفين بهز الرؤوس وإصدار أصوات التبرم والانزعاج وكأن ذلك الذي يحدث لنا هو من صنع غيرنا أو مفروض علينا! إننا في خطر!.... هذا الخطر يداهمنا جميعا هو في كل بيت وفي كل أسرة لن يخطأ أحداً فأولئك الشباب الصيع سيكونون في النهاية أبناءك أو بناتك، وتلك الظاهرة التي لا تنفك تسبها وتلعنها ستجدها ضيفاً على بيتك، وهذا التفسخ الاجتماعي الذي تشجبه سيكون في النهاية سبب مبيتك في دار العجزة. إننا في خطر!... ليس لأن الأخرين يكيدون بنا أو لأن العالم قد اجتماع على إفساد مجتمعاتنا بل لأننا رفضنا القيام

من المسئول عن قيمنا

دخلت إلى القاعة التي سأقوم فيها بتقديم ورشة ضمن فعاليات حملة ثابت على قيمي والتي تقوم عليها مجموعة من الجهات محلياً وتقام في 5 دول عربية وأنا أتساءل يا ترى كيف سيستجيب طلاب الثانوية لمثل هذا العنوان؟ الحملة تهدف إلى الثبات على القيم وتعزيز الهوية الثقافية وفي هذه الأيام نرى أشكالاً مختلفة من فقدان الهوية وتفسخ القيم ! ولعل الذي اختاروا هذا الموضوع للحملة أساساً اختاروه لما رأوه من ظواهر سلبية ومن تقليد أعمى ينتشر انتشار الهشيم في مجتمعاتنا. دخل علي الطلاب وأنا أتوقع أنني سأدخل في حوار طرشان مع شباب متهور متحمس سيستهزئ برجعيتي وتخلفي ويستنكر حرصي على هوية وقيم هو لا يعرفها أصلاً وأخذت أنظر في الوجوه التي أمامي مذعوراً من استنتاجاتي وأحكامي المسبقة. ما إن بدأت حتى تغيرت تلك الصورة فوجدت شباباً يدرك أهمية القيم والتمسك بالهوية ووجدت منهم اقتناعاً مسبقاً بما تريد الحملة تعزيزه، ما وجدته هو أنه بالرغم من أن كثيراً من هؤلاء الشباب يمارسون ظواهر لا تدل على اعتزازهم بهيتهم إلا أنهم في داخلهم مقتنعون كامل الاقتناع بها وحريصون عليها ولكن هنا لا بد أن نسأل لماذا لم يتحول هذا الاقتناع إلى سلوك ومم