المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

هل من حل قادم للأزمة الخليجية؟

مما لا شك فيه أن الإعلان عن شهر مايو كموعد لعقد قمة ترمب مع القادة الخليجيين، ثم تأجيل ذلك، مع تضارب التصريحات حول الموعد الذي تم التأجيل له، هو دلالة واضحة على أن زيارات القادة، وتأجيل إحداها، ساهمت في تعميق تمركز كل طرف في خندقه، كما يبدو أن الإدارة الأميركية ليست جاهزة لممارسة ضغوط حقيقية على أطراف الأزمة للوصول إلى حل، ولكن حتى نفهم التأجيل، وإمكانيات نجاح القمة بشكل أفضل، بإمكاننا تحليل حالة كل طرف على حدة. بالنسبة لقطر أي تنازل يقدم اليوم سيكون بدون سبب واضح، خاصة أن قطر تجاوزت عنق الزجاجة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وحل الأزمة وإن كان مطلباً أخلاقياً وسياسياً، إلا أنه لن يزيل مسبباتها، أي أن أية تكلفة لحل الأزمة تتحملها قطر لن تساهم في تطبيع العلاقات مع جيرانها، خاصة أن شخوص السلطة في تلك الدول لا يمكنهم التراجع عن السقف الذي وضعوه لأنفسهم في عدائهم لقطر، على الأقل في الحالة الإعلامية العامة، بالتالي بالنسبة لقطر لا يمكنها القبول إلا بضغط أميركي يجبر دول الحصار على تنازل كبير أمام تنازلات قطرية شكلية، كما كان الحال عام 2014 في اتفاق الرياض. أما المملكة العربية السعودية فا

أطفال بألعاب

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من ينطبق عليهم هذا الوصف في كراسي القيادة. خلال الأيام القليلة الماضية، وُضعت سوريا على طاولة الألعاب هذه.. ترمب يصرّح أنه سيسحب قواته من هناك، ثم يغيّر رأيه فيقرر شنّ حرب هناك، ثم تتحول الحرب إلى ضربة محدودة. ماكرون يقول إنه أقنع ترمب منفرداً بإبقاء قواته في سوريا بعد ساعات من تصريح مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بذلك، فيغضب ترمب ويعود ليعلن أنه سيسحب قواته، أي أن ماكرون لم يؤثّر عليه؛ ولكنه لم يحدد الوقت بعد. وبين كل تصريح وآخر تهرع المؤسسات المختلفة من وزارات الدفاع والخارجية والمؤسسات الدولية للتعامل مع هذه النزوات الفردية التي كسرت أسطورة دولة المؤسسات. يصعب -حقيقةً- تصديق ما يحدث وأنت تشاهد الجيوش تتأهب والطائرات تقصف والبورصات تتهاوى، نتيجة مزاجية أفراد وصراع حول من يبدو أقوى في الإعلام، في ظل غياب كامل لمشاريع واضحة تقود المجتمع الدولي. لا شكّ أن ال

حرب ترمب الأولى

يترافق نشر هذا المقال مع اللقاء الثاني بين صاحب السمو أمير البلاد والرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترمب، وهذه الزيارة بدورها، وهي الأولى بالنسبة لسمو الأمير لبيت ترمب الأبيض، تترافق مع تزايد الحديث في واشنطن عن عمل عسكري في مكان ما من العالم، فمنذ تولى ترمب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية وهو يتجه باتجاه حرب ترفع من نسب تأييده شعبياً وتحقق بعضاً من نرجسيته، والوضع على وجه البسيطة مرشح بشكل كبير لقيام حروب متعددة وليس حرب واحدة فقط، من كوريا الشمالية إلى أوكرانيا وسوريا وإيران والخليج، في كل زاوية من العالم هناك شرارة صغيرة تتقد. ترمب في سعيه للحرب لن يكون بدعاً من الرؤساء الجمهوريين، فكل رئيس من الحزب الجمهوري تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية كان مسؤولاً عن عمل عسكري في مكان ما، إذا استثنينا ريغان، الذي كان مشغولاً بإضعاف الاتحاد السوفييتي عبر الحروب بالوكالة، وبالتالي لن يكون غريباً أن يطلق ترمب عملاً عسكرياً يحافظ فيه على التقاليد الجمهورية من جهة، ويواجه فيه الضغوطات الداخلية من جهة أخرى. قبل أشهر كانت فوهات المدافع الأميركية مصوبة باتجاه كوريا الشمالية، وبلغ التوتر مداه مع

مسيرة العودة

نظّمت جهات فلسطينية مختلفة مسيرة كبرى، زحفاً نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتزامن مع يوم الأرض، في رسالة واضحة للكيان الصهيوني، أن حق العودة باقٍ، وأن الأرض فلسطينية مهما أعلنت تل أبيب، أو اعترف ترمب أو غيره، وفور وصول المسيرة إلى حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة، بدأ الجيش الصهيوني في استهداف العزل بنيرانه، فسقط الشهيد تلو الآخر دون أي اعتبار للإنسان وحقوقه، وعلى إثر ذلك خرجت البيانات التي تدين الكيان على مستوى العالم، وعُقدت جلسة لمجلس الأمن بطلب كويتي، فشلت -بسبب الدعم الأميركي للكيان- في إصدار قرار للمطالبة بلجنة مستقلة تبحث في الجريمة الصهيونية، وكما هي العادة -مع الأسف- ظهر علينا من بني جلدتنا من يحمّل الطرف الفلسطيني مسؤولية ما حدث، وذلك إما بدعوى أن المسيرة كانت مغامرة لا جدوى لها، أو باعتبار ما حدث متاجرة بالقضية على حساب الشعب الأعزل. نجيب أولاً على سؤال: هل كان هناك داعٍ للمسيرة بذاتها؟ أولاً: لا بد من الإشارة إلى أن هذه الحجة تستخدم على مر التاريخ، للتعريض بأي عمل مقاوم في أي سياق زماني أو مكاني، سواء كان مسلحاً أم سلمياً، ولو أخذت الشعوب المقاومة بهذه الرؤية لما تحرر