المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

هل من ربيع جديد؟

سريعاً تطورت الأحداث في السودان وتبعتها الجزائر، من جديد مظاهرات شعبية تجتاح عواصم عربية مطالبة بالإصلاح وبرحيل الوجوه التي تسيدت المشهد لعقود، ولكن البيئة هذه المرة مختلفة تماماً، هذه المظاهرات تواجهها أنظمة مستعدة وتحالفات إقليمية حريصة على وأد فكرة الثورة وشعوب تستذكر بمرارة تجارب الثورات المضادة، فهل يمكن أن يكون هناك ربيع ثان في ظل هذه الظروف؟ هناك بلا شك ظروف خاصة بكل من السودان والجزائر ولكنها لا تختلف كثيراً عن ظروف تونس ومصر وبقية دول الربيع العربي إبان الثورات، أزمات اقتصادية وتكريس للقمع واستمرار لقيادات أمضت عقوداً في مناصبها، وبالتالي لا تختلف الدوافع وظروف الداخل ولكن ظروف الخارج مختلفة، فلم يعد الاستقرار هو الأصل في المنطقة فالعديد من دول المنطقة غدت دولاً هشة أو فاشلة وهناك تحالف تشكل على فكرة محاربة الحراك الشعبي والإصلاح السياسي أصبح لديه مشروع هيمنة جديد قائم على تكريس الأنظمة القمعية ودعمها ومحاولة إسقاط أي قوة داعمة للتغيير، ومن المفارقة أن السودان والجزائر دول كانت مرشحة لأن تحدث فيها هبات شعبية خلال الربيع ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، في السودان التي كانت توا

العالم بين وارسو وميونخ

خلال أسبوع واحد التقى العديد من صناع القرار في العالم في مدينتي وارسو أولاً ثم ميونخ تلبية لدعوتين مختلفتين، الأولى كانت عبر الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت وبشكل مفاجئ وبدون وجود أجندة واضحة إلى مؤتمر يجمع العديد من حلفاء واشنطن لغرض كان يبدو أنه تشكيل جبهة موحدة ضد إيران ثم تحول إلى مؤتمر هش حول قضايا الشرق الأوسط المختلفة، الدعوة الثانية كانت لمؤتمر ميونخ للأمن الفعالية الدولية التي أكملت عقدها الخامس والتي تجمع العديد من صناع القرار عبر العالم للحوار حول القضايا الأمنية المختلفة ويمثل منصة مهمة لطرح أزمات العالم وتحدياته على طاولة حوار دولية، الفرق بين هاتين الفعاليتين وطبيعة الخطاب في كل منهما ربما يمثل وضع العمل الدولي الحالي. بدأت الدعوة لوارسو بالحديث عن مؤتمر كان يفترض أن يجمع دولاً عربية وأخرى إقليمية والكيان الصهيوني لتحديد الخطوة القادمة ضد إيران، ذلك الهدف الذي ما زالت إدارة ترمب تعتبره الأول على قائمة أهدافها في المنطقة، تطور الأمر بعد فشل إدارة ترمب في الوصول لتوافق قبل انعقاد المؤتمر حول مخرجاته حيث تحول مؤتمر وارسو فجأة إلى مؤتمر جامع بحضور موسع لمناقشة مختلف

الأفكار المخالطة للواقع

في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" رواه الترمذي وابن ماجه، هذا الحديث له دلالات مهمة نحو فهم الطبيعة البشرية والتعامل معها، يقرر الحديث أن الانعزال والنأي بالنفس عن إكراهات التفاعل البشري لا يؤدي إلى الخيرية بل على العكس، الانغماس في هذا التفاعل هو الذي يقودك إليها، كما يقرر الحديث أن هناك أذىً متوقعاً من التفاعل الإنساني، أي أنه لا يمكن افتراض حالة طوبائية يكون فيها التفاعل الإنساني إيجابياً بالمطلق ولكن الانعزال ليس حلاً ولن يؤدي إلى ما فيه خير البشرية. أستحضر هذا الحديث في إطار عالم الأفكار، الأفكار كذلك من الممكن أن تنشأ في العالم الانعزالي الهادئ ما يوفر لأصحابها فرصة لتشكيل هذه الأفكار بعيداً عن إكراهات الواقع ولكنها في تلك الحالة تكون عبارة عن تنظير أجوف، الأفكار تختبر في ميدان الواقع وهناك فقط تتحول إلى أدوات للارتقاء بالبشرية، بمعنى آخر، الفكرة تبقى جسداً أجوف حتى يمسها الواقع بتعقيداته وصعوباته فتدب فيها الحياة، لذلك تجد الكثير من الأفكار ا

كأس القوة الناعمة القطرية

أسعد فوز منتخب قطر في نهائي كأس آسيا الشعب القطري وقيادته وعشنا لحظات جميلة ونحن نشاهد منتخبنا يتصدر على الرغم من محاولات التشويش والتشويه والحملة المسعورة على قطر ومنتخبها في إطار البطولة، فمع حرمان الجماهير وطرد الإعلاميين ورمي الأحذية في الملعب والتغييب المتعمد لاسم قطر في إعلام الدولة المنظمة تفوق المنتخب القطري على منافسيه واحداً تلو الآخر بما في ذلك المنظم المنحاز، وفي أعقاب الفوز ارتفع اسم قطر عالياً في سماء أبوظبي ليعلن للعالم أن قطر وفي كل المجالات عصية على من ابتغى لها الشر، ومنذ إعلان النتيجة بدأت تتوافد علينا رسائل التهنئة من مختلف الدول العربية والإسلامية وغيرها، وصارت صور الاحتفالات تطوف بنا العالم وعنوان الفرح واحد، قطر. هذا الفوز كان اختباراً حقيقياً للقوة الناعمة القطرية، حيث راهن الخصوم على أن قطر فقدت بريقها بعد انتصار الثورات المضادة وانطلاق حملات التشويه وعمل الساسة والإعلاميين والمثقفين لضرب صورة قطر لدى المواطن العربي تحديداً، وكان من أهم أهداف الحصار المفروض على قطر القضاء على القوة الناعمة القطرية عبر شيطنتها في الذهنية الشعبية، ولكن ما جرى بعد الفوز الق