هل من ربيع جديد؟
سريعاً تطورت الأحداث في السودان وتبعتها الجزائر، من جديد مظاهرات شعبية تجتاح عواصم عربية مطالبة بالإصلاح وبرحيل الوجوه التي تسيدت المشهد لعقود، ولكن البيئة هذه المرة مختلفة تماماً، هذه المظاهرات تواجهها أنظمة مستعدة وتحالفات إقليمية حريصة على وأد فكرة الثورة وشعوب تستذكر بمرارة تجارب الثورات المضادة، فهل يمكن أن يكون هناك ربيع ثان في ظل هذه الظروف؟ هناك بلا شك ظروف خاصة بكل من السودان والجزائر ولكنها لا تختلف كثيراً عن ظروف تونس ومصر وبقية دول الربيع العربي إبان الثورات، أزمات اقتصادية وتكريس للقمع واستمرار لقيادات أمضت عقوداً في مناصبها، وبالتالي لا تختلف الدوافع وظروف الداخل ولكن ظروف الخارج مختلفة، فلم يعد الاستقرار هو الأصل في المنطقة فالعديد من دول المنطقة غدت دولاً هشة أو فاشلة وهناك تحالف تشكل على فكرة محاربة الحراك الشعبي والإصلاح السياسي أصبح لديه مشروع هيمنة جديد قائم على تكريس الأنظمة القمعية ودعمها ومحاولة إسقاط أي قوة داعمة للتغيير، ومن المفارقة أن السودان والجزائر دول كانت مرشحة لأن تحدث فيها هبات شعبية خلال الربيع ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، في السودان التي كانت توا