التعاون الشعبي الخليجي
خلال الأسبوعين الماضيين شاركت في ثلاث فعاليات أكاديمية ضمت مشاركين من قطر والسعودية والإمارات، بطبيعة الحال دار الحديث حول المصالحة الخليجية وآثارها وتداعياتها في أجواء إيجابية، هذه الأجواء فقدت خلال السنوات الماضية واستبدلت بأجواء مشحونة محتقنة يصعب معها تبادل الأفكار، ويكثر تبادل الاتهامات، بل إن الفعاليات العلمية التي تتضمن مناقشة حية لقضايا المنطقة تقلصت بشكل كبير وتحولت لقاءات النخب الفكرية الخليجية إلى ساحات المواجهة الإعلامية، اليوم هذه العودة إلى اللقاءات الفكرية المتحررة ولو نسبياً من الاستقطاب السياسي المباشر تمثل نموذجاً لعودة العلاقات الشعبية تدريجياً عبر الحدود. التحدي الأكبر خلال الأزمة تمثل في تحول مجال الأزمة من السياسي الرسمي إلى الشعبي الثقافي وتغول الأزمة على الخطاب العام والسردية الاجتماعية لدرجة غياب حتى مساحة للنقاش في القضايا الوطنية دون أن تكون الأزمة حاضرة بشكل ما، اليوم وبعد الانفراج المبدئي في الأزمة تحولت الأجواء سريعاً، أسرع مما كان متوقعاً، هذا التغير السريع يفتح المجال أمام رأب الصدع ليس سياسياً ولكن شعبياً، وليس بالضرورة هنا أن يكون نتيجة قرار رسمي أو تو