المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١

التعاون الشعبي الخليجي

خلال الأسبوعين الماضيين شاركت في ثلاث فعاليات أكاديمية ضمت مشاركين من قطر والسعودية والإمارات، بطبيعة الحال دار الحديث حول المصالحة الخليجية وآثارها وتداعياتها في أجواء إيجابية، هذه الأجواء فقدت خلال السنوات الماضية واستبدلت بأجواء مشحونة محتقنة يصعب معها تبادل الأفكار، ويكثر تبادل الاتهامات، بل إن الفعاليات العلمية التي تتضمن مناقشة حية لقضايا المنطقة تقلصت بشكل كبير وتحولت لقاءات النخب الفكرية الخليجية إلى ساحات المواجهة الإعلامية، اليوم هذه العودة إلى اللقاءات الفكرية المتحررة ولو نسبياً من الاستقطاب السياسي المباشر تمثل نموذجاً لعودة العلاقات الشعبية تدريجياً عبر الحدود. التحدي الأكبر خلال الأزمة تمثل في تحول مجال الأزمة من السياسي الرسمي إلى الشعبي الثقافي وتغول الأزمة على الخطاب العام والسردية الاجتماعية لدرجة غياب حتى مساحة للنقاش في القضايا الوطنية دون أن تكون الأزمة حاضرة بشكل ما، اليوم وبعد الانفراج المبدئي في الأزمة تحولت الأجواء سريعاً، أسرع مما كان متوقعاً، هذا التغير السريع يفتح المجال أمام رأب الصدع ليس سياسياً ولكن شعبياً، وليس بالضرورة هنا أن يكون نتيجة قرار رسمي أو تو

التركة الثقيلة.. أهم الملفات أمام الإدارة الأمريكية الجديدة

خلال يومين من نشر هذا المقال يرتقي بايدن منصة يتم تركيبها كل أربع سنوات على عتبات مبنى كابيتول هيل في واشنطن، لتستضيف الرئيس السابق واللاحق ومختلف المدعوين، في مظهر احتفالي حاشد يجسد الوجه المشرق للديمقراطية الأمريكية، ولكن وللمرة الأولى منذ البدء بهذا التقليد يتم ذلك من أمام مبنى جريح، وعلى أنقاض مجزرة في حق المؤسسة الأمريكية، واشنطن تبدو كمدينة محاصرة، مظاهر الجنود في الشوارع تشبه تلك التي يشهدها العالم النامي في الدول الهشة والقمعية، والتهديدات التي تتعامل معها الأجهزة الأمنية ترسم صورة قاتمة لما وصلت إليه الحالة السياسية في دولة كانت تحب أن تطلق على رئيسها صفة "قائد العالم الحر"، يقسم بايدن على حماية الجمهورية وقيمها هذه المرة والحاضر الغائب هو الرئيس الذي انتهك كل عرف سياسي وقعت يداه عليه، بعيداً عن المشهد، يلعب الغولف بعد أن ألقى عود ثقابه الأخير في النار التي أكلت الصورة الرومانسية لدولة المؤسسات والحريات. بعيداً عن سلوك الرئيس المنصرف ومفاجآته التي لا تنقطع حتى مع مغادرته واشنطن، يواجه بايدن ملفات ساخنة كثيرة بدأ العمل عليها قبل يومه الأول في البيت الأبيض، ربما يكون أ

ليلة استباحة المؤسسة الأمريكية

منذ أن بدأت استطلاعات الرأي تشير إلى تأرجح فرص الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترمب بدأ ببناء سردية مفادها بأن الانتخابات ستكون مزورة وأنه في حال خسارته فسيكون ذلك تجلياً لنظريات المؤامرة التي ساقها منذ يوم حملته الانتخابية الأولى، وبعد أن حشد متابعيه عبر خطاباته المختلفة وتغريداته النارية والقضايا العبثية التي رفعها في المحاكم، جمع أنصاره للمواجهة الأخيرة في ساحات مبنى الكابيتول الذي يحتوي مجلسي الكونغرس الأمريكي، وحين امتنع نائبه بنس عن تخريب إجراءات التصديق على فوز خصمه، هرع ترمب إلى مؤيديه الذين جاءوا من أقاصي الولايات المتحدة وحرضهم بانياً على السردية التي أحكمها بأن ديمقراطيتهم تضيع وأن أصواتهم سرقت وأن الحل الوحيد هو الزحف على وكر الفاسدين، وحصل ما حصل. ملابسات اقتحام مبنى الكابيتول كثيرة، ولا شك أن الأيام ستكشف لنا حقيقة تفاصيل تغيب عنا اليوم، مثل ما يقال عن أن بعض البوابات فتحت من قبل رجال الأمن، وأن فريق الرئيس مهد للاقتحام من خلال ضمان التقاعس في الإجراءات الأمنية، وأن الهدف الذي لم يتحقق كان احتلال المبنى لأكثر من يوم حتى يتم تأجيل المصادقة على النتائج وبالتالي تأجيل تنصيب

تحديات العام الجديد ٢٠٢١

بعد أن انقضى العام الصعب 2020 تنفست البشرية الصعداء بشكل غير مبرر، فما انقضاء العام إلا ورقة أخرى في مذكرة الأيام لا يختلف ما بعدها عما قبلها، ولكن المعنى الرمزي لرحيل العام في إطار اكتشاف لقاح يعد بإنهاء الجائحة، ورحيل ترامب، وتحسن أرقام الاقتصاد العالمي يعطي أملاً بعام يعوضنا عن سابقه، ومع ذلك تبقى التحديات الكبرى عالمياً حاضرة، بعضها مستصحب من العام السابق والبعض الآخر وليد تطورات الأيام والأسابيع الأخيرة. مع انطلاقة هذا العام يبدو السؤال الأهم هو عن موعد انتهاء الجائحة، مع بدء توزيع اللقاح عالمياً والتحذيرات المستمرة من التخلي عن الإجراءات الوقائية، حتى مع توفر اللقاح والارتفاع المخيف في أعداد المصابين حول العالم يتحدث المختصون عن أن الجائحة ستختفي تدريجياً من حياتنا، بعد أن يتم تحقيق مناعة القطيع عبر حصول ما بين 60 و70% من المجتمع على اللقاح، ونظراً للفروقات في قدرات الدول على توزيع اللقاح والتحديات المرتبطة بالإنتاج يبدو أننا لن نرى النور في نهاية نفق كورونا قبل صيف هذا العام. على الرغم من خسارة ترامب لانتخابات نوفمبر من العام الماضي إلا أنه لم يتوقف عن إثارة الجدل والفوضى محلياً