ما وراء القناعات: محاولة للتعريف والتصنيف
هناك صنف من الأفكار حين نتبناها نطلق عليها من باب التأكيد "قناعات"، لا يعني هذا أنها تمثل حصرياً ما نقتنع ولكنه دلالة على درجة رسوخ الفكرة ورفض المساومة عليها، وبالمقابل يعطي المصطلح صورة التحول الحقيقي عند تغيير هذه القناعات، فلا يكون ذلك في إطار اقتناع بأفكار جديدة بل اقتلاع لقناعات راسخة، وعدا عن أن هذا المصطلح كغيره هو تكييف بشري وتغليف مصطنع لأمر غير قابل للقياس إلا أنه يمكننا في معرض التجريد والتصنيف، اللذين يحبهما أهل الفكر والتنظير، تناول المصطلح من حيث منشأ القناعة لدى صاحبها، وهذا التصنيف الذي نقدمه ليس بلا شك تصنيفاً منهجياً علمياً فالسياق هنا مقال صحفي وليس دراسة علمية، ولكنه محاولة لتقديم تصور نظري محدود للقناعة وأشكالها. لعل أول أنواع القناعات التي ينبغي الوقوف عندها هي القناعات العقدية، ولا أعني هنا بالعقيدة تلك المرتبطة بالدين فحسب، بل كل عقيدة فكرية أو سياسية أو غير ذلك تمثل منظومة من الأفكار المترابطة يؤمن بها قطاع من البشر ويتعارفون بها، فالليبرالية والماركسية كمنظومات تحمل في دواخلها ذات العناصر الاعتقادية الموجودة في أي دين، وبالتالي تتحول الأفكار المرتبط