المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٥

الرياض والإخوان، مرحلة جديدة أم سراب إعلامي؟

من الصعب جداً على الدول تغيير مواقفها بشكل سريع، سياسياً تغيير المواقف يحتاج إلى دراسة وتمهيد واستكشاف سابق لأي قرار مباشر بالتغيير، كما هو الحال مع الإنسان العادي الحكومات تقلق من التغيير وتتوجس خيفة من إمكانية أن يقابل أي تغيير برفض شعبي أو ردة فعل سلبية من المجتمع الدولي، و في مجال العلاقات الدولية الموضوع أكثر تعقيداً، فتغيير الموقف تجاه دولة أخرى أو قضية ما يستوجب معرفة يقينية بردة فعل الطرف الآخر، فمن الكارثي للساسة في أي دولة أن يعلنوا عن مبادرة لتخفيف التوتر مع دولة أخرى ويقابلوا بكتف بارد من تلك الدولة، كمية الإحراج السياسي الناتجة عن ذلك كفيلة بإظهار ضعف هذه الحكومة وإضعاف موقعها التفاوضي لذلك تعمد الدول إلى استخدام الغزل السياسي لتجربة المياه قبل السباحة. كيف يكون الغزل السياسي؟ بعدة أشكال فأحياناً يكون بشكل مباشر من خلال تصريحات إيجابية خفية من مسئول لا يذكر اسمه أو شخصية غير مرتبطة بشكل مباشر بالنظام السياسي، أو يكون أحياناً على شكل لقاءات عرضية غير معلنة مسبقاً أو مصافحة هنا وهناك وهكذا، مثال واضح لذلك ما قامت به إدارة أوباما في تحسين العلاقات التدريجي مع كوبا، بدأ

هل لديك تسريب؟

انشغل العرب خلال الأيام الماضية بتسريبات مكتب قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي التي ألمحت إلى طريقة تعامل قادة الانقلاب في مصر مع دول الخليج باختلاف مواقفها من الانقلاب، كان واضحاً من التسجيلات أن الانقلاب ينظر إلى الخليج على أنه حساب بنكي مفتوح يسحبون منه متى شاءوا، وعوضاً عن الامتنان أوضحت التسجيلات درجة من الحقد والطمع تتناسب مع هكذا انقلاب، حاولت سلطات الانقلاب التشويش على بث التسجيلات ولكن في عالم التكنولوجيا المعاصر ليس ذلك مجدياً فسرعان ما رفعت التسجيلات على شبكة الإنترنت لتصل إلى ملايين الناس عبر العالم. تبع نشر التسجيلات عدة محاولات لاحتواء الأزمة من خلال مختلف الأطراف، فالأجهزة الإعلامية المؤيدة للانقلاب داخل مصر وخارجها حاولت التشكيك بصحة التسريبات والتقليل من شأنها في آن واحد، على المستوى الرسمي سعت الحكومة المصرية إلى التأكيد على عكس ما ورد في التسجيلات دون الإشارة إلى صدق ما ورد فيها، وقام الرئيس المصري باتصالات كان هدفها إثبات عدم تأثر العلاقة بين سلطة الانقلاب وداعميها خليجياً بهذه التسجيلات. كان لافتاً أن جولة الاتصالات هذه تمت في نفس الوقت الذي كان فيه

المتلونون

حدثني أحد الأصدقاء عن زيارة شخصية إعلامية بارزة لهم في أحد المجالس التي يغلب على روادها التدين، كان زائرهم "الليبرالي" ضيف الجلسة فتحدث مطولاً برسمية عالية ولم يقل كلمة إلا وكأنها عرضت على مقص الرقيب، حتى تحدث بعض الحضور مازحاً بما لم يتوقعه هذا الضيف في مثل هذا المجلس، فما كان منه إلا أن فتح زر ياقته وقال "لم تخبروني أنكم هكذا!" وفجأة تبسط في الكلام وأخذ يمزح مع هذا وذاك ويلقي النكات المحرجة وتغيرت لهجته تماماً، لماذا؟ لأنه كان يتمثل شخصية مختلفة مبنية على فهمه لطبيعة المكان. كلنا نفعل ذلك بشكل أو آخر، فأنت مع أصدقاءك مختلف عنك مع أهلك، وصورة ثالثة تطرحها مع الغريبين عنك وكلما اختلفت نوعية من تجلس معهم كلما تغيرت ولو قليلاً، لذلك عندما ينتقد بعضهم هذه الشخصية أو تلك على أنها تظهر أمامنا غير ما تظهره أمام غيرنا تعلوني ابتسامة، فمن منا لم يتصنع شخصية مختلفة لصالح وضع اجتماعي معين؟ بل من منا لم يبدي وجهة نظر غير تلك التي يؤمن بها لمجرد إرادته الانسجام مع من يجالسهم؟ كثيرون قالوا لي أننا في المرة الأولى التي قابلناك فيها لم نكن أبداً لنتوقع شخصيتك التي عرفناها