الحياة في ظلال كورونا
يبدو للناظر في أحداث العالم خلال الأسابيع الأخيرة أن البشر مصابون بالذهول لما يجري، يقفون مشدوهي الأبصار وهذا الوباء ينتقل من دولة إلى أخرى، مباغتاً أصحاب القرار فيها وهم يتخذون الإجراء خلف الآخر والأرقام في ازدياد لا تترك مجالاً لإعادة تفكير أو تريث في حكم، العالم باختصار أصبح تحت رحمة كائن لا يرى ولا يمكن مناقشته في خططه ونواياه. قبل أن يناقش الساسة الآثار الاقتصادية والسياسية للتعامل مع هذا الوباء فرض عليهم الميدان واقعاً مختلفاً وخرجت الحسابات التقليدية للربح والخسارة من المعادلة وصار السؤال هو "كيف نصمد؟"، كيف يمكن للبشرية تجاوز هذه المحنة دون أن تنهار دول أو يهوي الاقتصاد العالمي في فج عميق، وكانت المفارقة أن الفيروس لم يلتزم بتراتبية القوة والضعف والفقر والغنى فضرب بقبضة من حديد العالم الذي دأب على تعريف نفسه بالأول، أوروبا مهد الحضارة الغربية الحديثة والولايات المتحدة مستقرها تواجه تهديداً وجودياً أو على الأقل لريادتها العالمية، يقول المواطن اليوم في الدول التي كانت تصدر المهاجرين إلى هذه الدول "اللهم جنبنا مصير إيطاليا واحفظنا من أهوال نيويورك". و