المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٩

واشنطن بين إسلام آباد والهند

كتب ريتشارد هاس الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والرئيس الحالي لمجلس العلاقات الخارجية مقالاً في الرابع عشر من أغسطس الحالي يحذر فيه من مغبة أن تقترب حكومة بلاده من باكستان على حساب الهند، يأتي ذلك على خلفية النزاع الأمريكي الأخير مع الهند حول السياسات التجارية والتقارب مع باكستان خاصة مع قرب توقيع الاتفاق مع طالبان ودور باكستان المحوري في نجاح أي اتفاق لتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الأفغانية، من ناحية أخرى فإن ما يحدث بين البلدين من تصعيد في مختلف الملفات وخاصة كشمير يعني أن واشنطن قد تجد نفسها مضطرة للاصطفاف مع طرف في حال اندلعت مواجهات مسلحة بين البلدين. هاس من ناحيته يقول: إن أي اصطفاف أمريكي مع باكستان سيكون مضراً بمصالح واشنطن الإستراتيجية حيث يتهم إسلام آباد بأنها ستظل داعمة للإرهاب حسب قوله، بينما يرى في الهند شريكاً يعتمد عليه في الحرب التجارية مع الصين نظراً لرفضها التعاون مع بكين في مشروع الطريق والحزام، ولأنها تشكل ثقلاً بشرياً واقتصادياً موازياً للصين في آسيا بينما تقود التحديات الاقتصادية التي تواجهها باكستان؛ حكومة إسلام آباد إلى تعاون أكبر مع الصين. الولايات المتح

أهداف الحلفاء وأحداث عدن

أثارت أحداث عدن الأخيرة الكثير من التساؤلات حول طبيعة واستمرارية التحالف بين الرياض وأبوظبي خاصة في ملف اليمن، وبعيداً عن التصريحات الرسمية والزيارات المتبادلة بات واضحاً أن طرفي التحالف ليسا في حالة اتفاق على الأقل فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، فهل يستمر التحالف في اليمن بشكله الحالي؟ للإجابة على السؤال أعلاه لابد من الوقوف أولاً على أهداف كل طرف في اليمن، فعلى الرغم من أن الأهداف المعلنة لكلا الطرفين متوافقة إلا أن قراءة سلوك الطرفين تدل على أن هناك أهدافاً أخرى يحتفظ بها كل طرف لنفسه، بالنسبة للسعودية الوجود في اليمن يسعى لتحقيق أمرين رئيسيين، الأول هو دفع التوغل الإيراني في المساحة الاستراتيجية السعودية، منذ اليوم الأول لنظام الثورة في إيران وحتى قبل ذلك كان واضحاً أن الدولتين تتحركان في ذات المساحة الاستراتيجية ويمكن قراءة ذلك في أحداث الحرب العراقية الإيرانية ابتداءً ومن ثم أحداث لبنان ثم غزو العراق، ولكن الدخول في اليمن كان يشكل خطورة خاصة للسعودية التي طالما اعتبرت اليمن حديقتها الخلفية، وكانت القيادة السعودية الجديدة تريد إثبات جديتها في رد التقدم الإيراني، الأمر الثاني

سوق الرهان على ترمب

مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض تعددت الرهانات على فترته وما يمكن تحصيله من خلالها عالمياً، هناك من راهن على نجاحه في كسر العجلة الروتينية للسياسة الخارجية الأمريكية، وهناك من راهن على فشل إدارته في التعامل مع قضايا الخارج وعلى السياسة الخارجية التعاقدية وإمكانية "شراء" مواقف، وأطراف راهنت على المؤسسات الأمريكية في ضبط سلوك ترامب. بعض هذه الرهانات آتت لأصحابها مكاسب وأخرى أدت إلى خسائر فادحة، وما لا شك فيه هو أن العامين والنصف عام الأخيرة كانت بمثابة قطار الملاهي بالنسبة للعالم وهو يتفاعل مع إدارة ترامب وسياساتها المتشقلبة. روسيا ومعها إيران وكوريا الشمالية والصين إلى حد ما يبدو أن رهانهم كان على فشل ترامب في تحقيق أي إنجازات خارجية وأن تتسبب سياساته في إضعاف الموقف الأمريكي الدولي، وإلى حد كبير آتى هذا الرهان أكله مع فشل ترامب في مواجهة التمدد الروسي في سوريا وتوتر العلاقة بين الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي الأمر الذي جاء لصالح التمدد الروسي غرباً، ومن ناحية أخرى تمكنت كوريا الشمالية من الحصول على ما أرادت من ترامب، فجرته إلى لقاءات تفاوضية معها دون أن تقدم أي