المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

ماذا يجري في واشنطن

يعيش البيت الأبيض حالة من الفوضى مع الاستقالات المتلاحقة والتصريحات المتضاربة من أعضاء الإدارة الأميركية، وهناك حالة من القلق في واشنطن حول ما ستؤول إليه الأحداث بعد أن تهدأ حالة الفوضى هذه. النيويورك تايمز نشرت مقالاً يستند إلى مصادر من داخل البيت الأبيض عن الطريقة التي يدير بها موظفو البيت الأبيض الرئيس، يبدأ ذلك من الصباح الباكر مع تقرير إخباري خاص يحتوي على جرعة إيجابية من الأخبار والمقالات والصور التي تمتدح الرئيس، والهدف حسب المقال هو أن يكون مزاج الرئيس إيجابياً مع بداية اليوم. أما كبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال المتقاعد جون كيلي فهو يمنع دخول أي شخص على الرئيس دون معرفته المسبقة، ويحاول الموظفون قدر الإمكان منع الرئيس من الاختلاء بأي شخص في المكتب البيضاوي مخافة أن يدفعه لاتخاذ قرار أو نشر تغريدة دون فلترة مسبقة. الرئيس منزعج كذلك من مستشار الأمن القومي مكماستر الذي يصر على التواجد في كل الاجتماعات المعنية بالجانب الأمني وتقييد تعليقات الرئيس وردوده. وأخيراً يعرض المقال صورة لانفعالات الرئيس على شاشة التلفاز والصراخ على الموظفين حين يتعكر مزاجه بسبب خبر سلبي يتناوله شخ

النهاية المدوية لتنظيم الدولة

كتبت مقالاً منذ عام تقريباً حول النهاية المدوية لتنظيم الدولة، هذا التنظيم الوظيفي الذي استفادت منه مختلف الأطراف لتحقيق أهدافها السياسية، القلق الذي تحدثت عنه حينها من أن يتحول هذا التنظيم بعد نضوب التمويل المخابراتي وانقطاع سبل الاتصال مع داعمي السر يتحول الآن إلى واقع، التنظيم كان وجد لنفسه موقعاً في خارطة الأزمات العالمية، وكان يتحرك من خلال هذا الموقع فيبتعد عن ضرب المصالح الإيرانية حماية لحساباته في سوريا، ويوغل في المقاومة السورية لأنه يعلم من يستفيد من ذلك ويحقق ضربات رمزية هنا وهناك في أوروبا لإثبات الوجود وللضغط على الداعمين أحياناً. خلال الفترة الماضية ومع تضييق الخناق على التنظيم ودولته المزعومة أشارت تقارير استخباراتية إلى أن قيادة التنظيم أصدرت أوامر لأتباعه في مختلف دول العالم للعمل في مجموعات صغيرة جداً لتجنب الاكتشاف ولتنفيذ أي عمل يمكن تنفيذه في أي موقع، وهذا الأسبوع شهد ترجمة هذه الأوامر على أرض الواقع في إسبانيا وفنلندا من قبل عناصر من التنظيم، والسلطات في لبنان وغيرها كشفت عن إحباط عمليات أخرى، كل ذلك هو نتيجة طبيعية لإحساس قيادة التنظيم بضياع الحلم الذي كان يجس

كوشنر والمهمة المستحيلة

أعلن البيت الأبيض عن وفده رفيع المستوى الذي يفترض به أن يطلق المباحثات حول رؤية ترمب لعملية السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، كوشنر اليهودي صهر الرئيس وأحد كبار مستشاريه سيقود الوفد بمعية مبعوث السلام للشرق الأوسط ونائب مستشار الأمن القومي، وفد رفيع المستوى يوفده ترمب لتحقيق ما كان يسميه الرئيس الأميركي خلال حملته الانتخابية «الصفقة الكبرى»، ولكن توقيت هذه الزيارة يجعلها عملاً عبثياً بكل المقاييس، الأزمة الخليجية تراوح مكانها، الأزمة مع روسيا تتطور سلباً، كوريا الشمالية في أقرب حالاتها إلى اعتداء مباشر على أرض أميركية، هذا غير التحديات الداخلية التي يواجهها ترمب، في ظل هذا كله تتوتر العلاقات الأردنية الفلسطينية بسبب أزمة قتل مواطنين أردنيين على يد حارس السفارة الصهيونية، وأزمة المسجد الأقصى غير المسبوقة هدأت للتو، وحماس ومجموعة دحلان في مفاوضات لتغيير الواقع القائم في غزة، كل الظروف تقول إنه ليس هناك أي بصيص أمل حتى لتوقيع اتفاقية صورية يمكن لترمب التبجح بها. من ناحية أخرى لا يحتاج نتنياهو، الذي يمرر كل ما يريده من خلال التنسيق الأمني مع السلطة ويتوسع في الاستيطان دون رقيب، إل

بعد المنامة

كما وعد وزراء الخارجية لدول الحصار في مؤتمرهم في القاهرة، اجتمعوا وأخيراً في المنامة بعد طول انتظار، ليناقشوا -حسب ما كان مفترضاً- مختلف الإجراءات المقبلة التي ستتخذ ضد قطر، ولكن كما خابت آمال المعولين على الحصار في القاهرة خابت آمالهم في المنامة، لا إجراءات جديدة، وخطاب تخفيفي، وحديث حول الحوار، وإشارة إلى اعتراف ضمني أن الإجراءات الظالمة أثرت سلباً على المواطن القطري، وأن أية إجراءات مقبلة لن تؤثر على القطريين، كما توقع كثير من المراقبين، فإن الضغط الأميركي يبدو أنه آتى أكله في هذا المؤتمر، كما كان اتصال ترمب في مؤتمر القاهرة سبباً في بيانه الضعيف، لا شك أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن دول الحصار أخذت خطوات متقدمة جداً، دون أن تترك لها أي خط رجعة، ودون أن يكون لديها استراتيجية خروج من الأزمة، واليوم يبدو أن دول الحصار اختارت التخفيف التدريجي للأزمة، والإبقاء على الحصار، بما يضمن ألا يبدو ذلك انتصاراً لقطر بشكل أو آخر، ولكن ماذا بعد المنامة؟ قطر من ناحيتها صعدت من إجراءاتها القانونية ضد دول الحصار، من خلال استهداف الحصار عبر المؤسسات الدولية، ويتمثل ذلك في تقديم شكاوى حول الإجراءات ال