المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٥

الفيلسوف الجاهل

هل جلست يوماً مع شخص يتكلم في كل مجال ويزاحم في أي تخصص، أي موضوع يطرح سيكون فيه خبيراً، أي مشكلة تظهر سينبري لحلها، لا شك أننا جميعاً نجد في حياتنا مثل هذا الشخص، بل ربما في داخل كل منا يختبئ هذا الشخص، يرفض أن يتقبل جهله أو أن يعرف حجمه، يكفيه كلمتان تقال له أو يقرأهما في جريدة لتجعله خبيراً ينطلق مبشراً بأفكار جديدة وحلول عظيمة لكل معضلة أتعبت البشرية، وأعود لأقول كل واحد منا يجد في نفسه شيئاً من هذا، من منا يحب الاعتراف بجهله وقصوره، من منا لا يحب أن يسمع الآخرون له في كل موضوع ويتبع الناس طريقه في كل مجال؟ لكن هناك من يحول هذه الشهوة الخفية إلى ممارسة معلنة، وهنا المشكلة. هذا الشخص لا يهمه أن يكون متخصصاً، وإن كان يحدثك ليل نهار عن أهمية التخصص، ولا يهمه أن يكون ملماً بالموضوع الذي يتحدث فيه، ولو أمضى ساعات وهو يكلمك عن أهمية جمع المعلومات قبل الحكم على الشيء، لماذا؟ لأنه تجاوز مرحلة تقييم ذاته، فهو يعتقد أنه الأفضل، ولا مجال لمناقشة ذلك، ويعتقد أن عقله قادر على ما عجز عنه الآخرون، وكيف لا وهو من هو، ولكن كيف تنشأ وتتطور هذه الحالة؟ ربما يبدأ الأمر بنبوغ على مستوى الأقران، و

بريطانيا بعد الانتخابات

دخل ديفيد كاميرون صباح يوم الجمعة الماضي إلى قصر بكنغهام في العاصمة البريطانية منتصراً ليتم تكليفه بتشكيل الحكومة، بعد فوز حزبه غير المتوقع بأغلبية في البرلمان البريطاني تؤهله لتشكيل الحكومة منفرداً، وكان كاميرون قد أعلن أن هذه آخر انتخابات سيخوضها حيث سيستقيل من رئاسة الحزب قبل الانتخابات القادمة، ولأن النظام البريطاني برلماني فسيقوم الحزب حينها بتعيين رئيس وزراء آخر ليقود البلاد، فوز حزب المحافظين الذي يترأسه كاميرون جاء مفاجئاً للجميع بما فيهم كاميرون نفسه؛ حيث توقعت جميع الاستطلاعات برلماناً معلقاً، ويقصد بذلك عدم حصول أي من الأحزاب على أغلبية تعطيه الحق لتشكيل الحكومة منفرداً، ولكن استطلاعاً للرأي بعد خروج الناخبين من مقار الاقتراع أشار إلى أن المحافظين سيفوزون بالأغلبية، ولم يصدق الكثير من المحللين هذه النتائج في البداية حتى أن اللورد آشداون من الديمقراطيين الأحرار والذين تبخروا نتيجة هذه الانتخابات بعد أن كانوا الحزب الثالث، أعلن على شاشة الـ «بي بي سي» أنه مستعد لأن يأكل قبعته إذا كانت نتائج الاستطلاع صحيحة، في الحقيقة جاءت النتيجة لتعطي المحافظين نجاحاً أكبر حتى من ذلك الذي تو

الخليج في ضيافة أوباما

يعقد قادة دول مجلس التعاون قمة تشاورية خلال الأسبوع المقبل تحضيراً للقاء في الثالث عشر من مايو في واشنطن مع الرئيس الأميركي، هذا اللقاء الذي سيبدأ في البيت الأبيض وينتقل بعدها لمنتجع كامب ديفيد هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات الأميركية الخليجية، فقد اكتفت الولايات المتحدة سابقاً بعقد لقاءات ثنائية مع قادة الخليج، ولكن في هذه المرة وفي ظل الظروف الراهنة فضل الرئيس الأميركي دعوة الجميع في وقت واحد. الدعوة جاءت مباشرة بعد إعلان التفاهم الإيراني الغربي حول الاتفاق النووي وحدد موعدها بحيث يسبق الموعد المرتقب لتوقيع الاتفاق النهائي، وكانت الإدارة الأميركية متفائلة فأعلنت أن القمة ستكون ممتدة على مدار أيام، ولكن الظروف تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين، المزاج السياسي في الخليج شهد نقلة نوعية مع عاصفة الحزم والتي كانت أول مواجهة عسكرية بين الخليج وإيران بعد سنوات من التمدد الإيراني في النطاق الاستراتيجي الخليجي، يضاف إلى ذلك التفاهمات السعودية الجديدة مع فصائل إسلامية في سوريا واليمن، كل ذلك وسع جدول الأعمال بلا شك، فإدارة أوباما التي أطلقت هذه الدعوة بهدف تطمين قادة الخليج حول الاتفاق مع إيرا