المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

في النقد والنقاد

النقد البناء، ما الذي يجعله بناءً؟ دوره في تبيان الخطأ ليسهل استكمال البناء، تخيل معي رجلين يحاول كل منهما بناء جدار للمرة الأولى، الأول يقف قريباً منه شخص آخر لا يشاركه البناء ولكن كلما ترك فراغاً أكثر من اللازم أو مال الجدار قليلاً نبهه لذلك، الآخر يقف بجواره شخص كما الأول لا يشارك في العمل ولكنه يلقي بالثناء والمديح على الجدار بغض النظر عن الحالة التي يراه عليها، ماذا تتوقع سيحدث لهما، الأول سيكمل مشروعه وربما ينزعج من الملاحظات المتكررة حول عمله لكن من المتوقع أن يخلو جداره من فراغات أو ميلان، الآخر ولأنها المرة الأولى التي يبني فيها جداراً ستملؤه عبارات المديح والثناء بالثقة مما سيجعله أقل تركيزاً في العمل وليس مستغرباً إذا ما قضى تحت أنقاض جدار أعوج. النقد أداة ناجعة للتعامل مع القصور الذاتي، أي عمل تقوم به يحتاج إلى نظرة خارجية تقيمه لك، عندما تمضي وقتاً طويلاً في العمل على شيء ما تختفي عيوبه في عينيك لاعتيادك عليها، يحدث ذلك حتى مع البشر فعندما تعايش شخصاً لفترة طويلة من الزمن تنسى عيوبه، وليس من حل لذلك سوى أن تسمع انطباع شخص لم يتأثر بالصحبة الطويلة مع العمل الذي تنجزه

مشكلة البحث العلمي عربياً

البحث في العالم العربي يعاني من أزمة، ومن قدر له أن يطلع على عالم الأبحاث في الولايات المتحدة واليابان وغيرها من الدول المتطورة في مجال الأبحاث سيجد بوناً شاسعاً بين الإنتاج البحثي هناك وما عليه الحال في الدول العربية المختلفة، العالم العربي يعاني شحاً في الأبحاث وضعفاً في جودة الموجود منها وترى ذلك جلياً حين تكتشف أن النسبة الأكبر من الدوريات العلمية العربية غير معترف بها عالمياً، في مجال العلوم الاجتماعية يتسع الخرق بشكل أكبر، بحث سريع عبر بنوك المعلومات العالمية سيكون مذهلاً بالنسبة لك، إذا أردت أبحاث منشورة عن العالم العربي فستجد أن المتوافر عن مجتمعاتنا إما بأقلام غربية أو بأقلام عربية تنشر في مجلات غربية وعبر جامعات أجنبية، ولكن لماذا نتأخر في البحث بهذا الشكل؟ البحث العلمي بشكل عام يبدأ وينمو ويزدهر في البيئة الجامعية لذلك لو ذهبت إلى بريطانيا مثلاً تجد أن الجامعات تنقسم إلى نوعين، جامعات التدريس وجامعات البحث، الأخيرة هذه تكون دائماً هي الأقوى والأغنى والأعلى مكانة، البحث العلمي ستجده مقياساً رئيسياً في تقييم الجامعات، وأداة رئيسية لتحقيق الموارد للجامعة، في العالم العربي ق

المشروع السني

من الدارج أن تسمع خلال أي حوار حول الصراعات المختلفة في المنطقة عبارة أن مشكلة السنة هي أنه ليس لهم مشروع موحد كما للشيعة، سيقول لك قائلهم أنه بينما يتمتع الشيعة بنظام هيكلي يوفر مشروعاً متماسكاً للطائفة الشيعية يتشرذم السنة في دوائر تحالفات وصراعات مختلفة ويتوزعون على انتماءات قطرية وفكرية متناحرة مما يجعلهم لقمة سائغة لكل المشاريع الأخرى سواءً من داخل المنطقة أو خارجها. ابتداءً لا بد من التحقق من وجود مشروع شيعي، هناك بلا شك مشروع إيراني في المنطقة يستفيد من الاتفاق المذهبي مع المكونات الشيعية في العالم العربي، في اليمن وفي لبنان وسورية والعراق تقوم إيران بدعم هذه الأقليات بدرجات متفاوتة ضمن مشروع يهدف إلى تحقيق الهيمنة من خلال الوكلاء، لكن هل هذا المشروع حقيقة شيعي؟ هذا التمدد الإيراني وإن استفادت منه أطراف شيعية في المنطقة إلا أن أطرافاً أخر تنتمي للمذهب ذاته وجدت أنفسها متضررة من هذا المد، مثلاُ وجد قسم غير بسيط من القيادات الشيعية في العراق أنفسهم مطاردين من قبل القوى الشيعية المدعومة إيرانياً والكثير منهم تم التخلص منه سواء عبر أجهزة الاستخبارات الإيرانية أو عبر أنصار التش

اليمن ... من صنعاء إلى عدن

في مشهد شبيه بأفلام هوليوود نجح الرئيسي اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في الوصول إلى عدن بشكل مفاجئ لأنصاره وخصومه على حد سواء بعد فك الحصار عنه من قبل جماعة أنصار الله التي تحتل صنعاء فعلياً وتمارس السلطة في العاصمة اليمنية بشكل مباشر منذ إعلانها الدستوري الذي شكل انقلاباً على مؤسسات الدولة اليمنية، لم يمض على وصول هادي إلى عدن وقت طويل حتى أعلن عودته عن الاستقالة من خلال دعوته لحكومة البحاح "المستقيلة" بالانعقاد بمن حضر، ومنذ وصوله لم ينفك الرئيس اليمني عن الاجتماع مع كل اللاعبين السياسيين بدءً بمحافظي المناطق المختلفة ومروراً بأعضاء البرلمان وانتهاءً بممثلي القوى السياسية الذين تواجدوا في عدن أو تيسر وصولهم إليها، بشكل غير مباشر حول هادي عدن إلى عاصمة مؤقتة لحين تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الحوثيين. في صنعاء أسقط في يد الحوثيين الذين استطاع هادي خداعهم باستخدام ثلاثة مواكب والخروج من صنعاء حيث وجدوا أنفسهم مرة أخرى في مواجهة مع الحكومة اليمنية التي ظنوا أنهم تخلصوا منها من خلال فرض الإقامة الجبرية على قياداتها واستبدالهم بمجلس حكم من قياداتهم ومناصريهم تحت مسمى ا