المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢١

“أوكيس” طعنة ثلاثية في الظهر الفرنسي

في الثالث من يوليو عام 1940 فوجئ الأسطول الفرنسي في ميناء المرسى الكبير في الجزائر بهجوم بريطاني مباغت، بعد ساعات قليلة هدأ صوت المدفع وهدير الطائرات ليكتشف الفرنسيون خسارة 1297 من البحارة وغرق سفينة وإعطاب ٥ أخرى، جاء هذا الهجوم بعد استسلام فرنسا لقوات ألمانيا وإيطاليا وتوقيع اتفاقية سلام معها، وعلى الرغم من تأكيدات الأدميرال فرانسوا دارلان أنه لن يسلم الأسطول الفرنسي لحكومته المتصالحة مع ألمانيا إلا أن وينستون تشرشل وحكومته وجدوا أن ترك الأسطول بهذا الشكل مغامرة لا يمكن القبول بها، كانت هذه الخسارة الفرنسية الأكثر إيلاماً في الحرب بعد سقوط باريس، وظلت العلاقات الفرنسية البريطانية في حالة توتر حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بل وحتى رحيل شارل ديغول الرئيس الفرنسي الذي كان في لندن يلقي بيان المقاومة الأول فيها قبل شهر من الحادثة، ديغول منع بريطانيا من دخول اتحاد الفحم والحديد الأوروبي وخلفه التجمع الاقتصادي الأوروبي، ولم تدخل بريطانيا النادي الأوروبي الذي جاءت الدعوة لتأسيسه من تشرشل نفسه إلا عام 1973 بعد تولي بومبيدو رئاسة فرنسا. هذا السرد التاريخي يعود بالأذهان إلى حقبة صعبة تم

تراجع الأحزاب الإسلامية السياسية وصعود الحركات المسلحة

شهدت السنوات الأخيرة تحولاً هادئاً ومهماً في العالم الإسلامي، يتعلق بمكانة الإسلام السياسية، كان الإسلام وسيظل مركزياً ومحورياً في الحياة العامة في معظم دول العالم الإسلامي، ولكن صعود نجم الأحزاب الإسلامية في دول وأفوله في دول أخرى هو نتيجة إعادة تموضع للإسلاميين أنفسهم، وتغير الخريطة السياسية في المنطقة بشكل عام، أبرز التحولات نشهدها في تراجع شعبية النهضة في تونس والعدالة والتنمية في تركيا حسب استطلاعات الرأي المختلفة، وخسارة حزب العدالة والتنمية المغربي المدوية في الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ لتأثير الأحزاب الإسلامية في عدد من الدول الآسيوية مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا، في المقابل حركة حماس في غزة وطالبان في أفغانستان تتزايد مركزيتهما في الحالة السياسية في فلسطين وأفغانستان إلى حد تحول الأولى إلى اللاعب الأهم فلسطينياً مع تراجع فتح والثانية إلى الحاكم الفعلي للبلاد بعد سقوط كابل، فهل نحن في زمن تراجع الإسلاميين أم صعودهم؟. التراجع الملحوظ لأحزاب الإسلام السياسي في عدد من الدول الإسلامية يرتبط بمجموعة من العوامل، أهمها هو اختبار هذه القوى في السلطة أو حولها خلال ال

العقبات أمام اعتراف دولي بطالبان

رغم التباين بين القوى الدولية والإقليمية حول التعامل مع حالة الأمر الواقع في أفغانستان إلا أن الجميع يبدو متفقاً على أنه من المبكر الحديث حول اعتراف رسمي بسلطة طالبان، على الرغم من أن بعض الدول بدأت فعلياً في التواصل والتعامل مع طالبان على الأرض إلا أن مسألة الاعتراف مازالت غير مطروحة على ما يبدو، صحيح أن طالبان لم تشكل حكومتها بعد ولم تبسط سيطرتها على كامل التراب الأفغاني مع بقاء ولاية بانجشير خارج سلطتها إلا أنه من الواضح أن أي شكل للسلطة تفرزه المشاورات الحالية سيكون بقيادة طالبان، إذن ما هي المعوقات أمام الاعتراف بحكم طالبان؟ المعوق الأول يكمن في واقع أن جميع الأطراف تجد في الاعتراف ورقة تفاوض مهمة مع طالبان لا ينبغي الاستعجال في استخدامها، الصين مثلاً والتي كان لها عصا السبق في التفاوض اقتصادياً مع طالبان ستجد نفسها في وضع مواجهة مع الغرب لو اعترفت أولاً بحكم طالبان، كما أنها من خلال تأخير الاعتراف يمكنها الحصول على ميزات تفاوضية أكبر خاصة وأن طالبان حالياً لم تضع الاعتراف شرطاً للتعاون مع الصين أو غيرها، القوى الغربية وعلى رأسها واشنطن ستحاول الضغط على طالبان من خلال تأخير الاعتر