“أوكيس” طعنة ثلاثية في الظهر الفرنسي
في الثالث من يوليو عام 1940 فوجئ الأسطول الفرنسي في ميناء المرسى الكبير في الجزائر بهجوم بريطاني مباغت، بعد ساعات قليلة هدأ صوت المدفع وهدير الطائرات ليكتشف الفرنسيون خسارة 1297 من البحارة وغرق سفينة وإعطاب ٥ أخرى، جاء هذا الهجوم بعد استسلام فرنسا لقوات ألمانيا وإيطاليا وتوقيع اتفاقية سلام معها، وعلى الرغم من تأكيدات الأدميرال فرانسوا دارلان أنه لن يسلم الأسطول الفرنسي لحكومته المتصالحة مع ألمانيا إلا أن وينستون تشرشل وحكومته وجدوا أن ترك الأسطول بهذا الشكل مغامرة لا يمكن القبول بها، كانت هذه الخسارة الفرنسية الأكثر إيلاماً في الحرب بعد سقوط باريس، وظلت العلاقات الفرنسية البريطانية في حالة توتر حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بل وحتى رحيل شارل ديغول الرئيس الفرنسي الذي كان في لندن يلقي بيان المقاومة الأول فيها قبل شهر من الحادثة، ديغول منع بريطانيا من دخول اتحاد الفحم والحديد الأوروبي وخلفه التجمع الاقتصادي الأوروبي، ولم تدخل بريطانيا النادي الأوروبي الذي جاءت الدعوة لتأسيسه من تشرشل نفسه إلا عام 1973 بعد تولي بومبيدو رئاسة فرنسا. هذا السرد التاريخي يعود بالأذهان إلى حقبة صعبة تم