التاجر النظيف
من منا لم يحدث نفسه بأن يكون له نشاط تجاري خاص به, يدر عليه دخلاً إضافياً ويملأ به وقت فراغه، بل إن الكثير منا لديه تجارب تجارية مختلفة, فمن أولئك الذين امتهنوا عالم الأسهم, إلى الذين يسرحون في دنيا العقار, إلى أصحاب المبادرات التجارية الخدمية والاستهلاكية. الدخل المادي العالي للفرد في قطر أعطى المجال للكثير من غير التجار والذين ليست لهم أية خبرة تجارية في أن يخوضوا التجربة ويؤسسوا أعمالاً وفق بعضها وتوسع وفشل الآخر وأغلق. في كثير من الأحيان تكون الفكرة متميزة وقابلة للنجاح لكن قلة الخبرة والاستعجال ينتجان فشلاً سريعاً على المستوى التجاري. البعض يعتبر عالم التجارة عالماً قذراً مادياً خالياً من القيم, حتى إنك تسمع البعض يقول «إذا لم تكذب أو تغش أو تسرق أو تستغل فلن تفلح تجارتك» وهذا يدعونا إلى توجيه سؤال، هل هناك مجال لأن تكون تجارتك انعكاساً لقيمك العالية وأخلاقك النظيفة؟ في النصوص الشرعية إشارة إلى إمكانية ذلك، ففي الحديث الذي صححه الألباني أن الرسول صلى الله عليه وسلم رد على عمرو بن العاص حين أبدى زهده بالمال قائلاً «يا عمرو، نعم المال الصالح للرجل الصالح» وفي ذلك دلا