فعل وردة فعل
عندما يرمي أحدهم شيئاً باتجاهك تقوم تلقائياً برفع يديك تفادياً، عقلك مع الوقت يحول هذا التصرف من تصرف واع إلى غير واع، يتعلم عقلك كيف يدافع عن نفسه دون الحاجة إلى اتخاذك لقرار مدروس، هذا لا ينطبق على الأفراد فقط، حتى الدول يحصل معها الشيء نفسه، كلما تواجه الدولة تحدياً تدرس أفضل الطرق للتعامل معه ولكنها ما تلبث أن تتحول ردود أفعالها إلى أنماط سهلة التوقع، يكفي أن تدرس تصرفات الدولة على مدار سنوات أو عقود لتكتشف أن هناك نمطاً واضحاً في الدفاع عن النفس. التحدي الأكبر للدول الشمولية يكمن في المعارضة لنظام الحكم، وأمام هذا التحدي تظهر أنماط واضحة للاستجابة في العالم العربي، خذ اليمن على سبيل المثال، كان علي عبدالله صالح كلما واجه تحدياً لسلطته دعم المجموعات المسلحة مثل الحوثيين ليهدد بهم معارضيه، فإما أنا أو من هو أسوأ مني، وحتى اليوم هو يدعم نفس المجموعة لذات الهدف، وهو غير قادر على استخدام أنماط أخرى بحكم العادة فتفكيره وتفكير من حوله تكلس على هذا النمط، أخوفهم بغيري حتى لا يجدوا الملاذ إلا عندي، واليوم نسمع كلاماً عن تنسيق محتمل بين قوى ما بعد الثورة وعلي صالح للتخلص من الحوثيين.