المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

فعل وردة فعل

عندما يرمي أحدهم شيئاً باتجاهك تقوم تلقائياً برفع يديك تفادياً، عقلك مع الوقت يحول هذا التصرف من تصرف واع إلى غير واع، يتعلم عقلك كيف يدافع عن نفسه دون الحاجة إلى اتخاذك لقرار مدروس، هذا لا ينطبق على الأفراد فقط، حتى الدول يحصل معها الشيء نفسه، كلما تواجه الدولة تحدياً تدرس أفضل الطرق للتعامل معه ولكنها ما تلبث أن تتحول ردود أفعالها إلى أنماط سهلة التوقع، يكفي أن تدرس تصرفات الدولة على مدار سنوات أو عقود لتكتشف أن هناك نمطاً واضحاً في الدفاع عن النفس. التحدي الأكبر للدول الشمولية يكمن في المعارضة لنظام الحكم، وأمام هذا التحدي تظهر أنماط واضحة للاستجابة في العالم العربي، خذ اليمن على سبيل المثال، كان علي عبدالله صالح كلما واجه تحدياً لسلطته دعم المجموعات المسلحة مثل الحوثيين ليهدد بهم معارضيه، فإما أنا أو من هو أسوأ مني، وحتى اليوم هو يدعم نفس المجموعة لذات الهدف، وهو غير قادر على استخدام أنماط أخرى بحكم العادة فتفكيره وتفكير من حوله تكلس على هذا النمط، أخوفهم بغيري حتى لا يجدوا الملاذ إلا عندي، واليوم نسمع كلاماً عن تنسيق محتمل بين قوى ما بعد الثورة وعلي صالح للتخلص من الحوثيين.

العلم والحرب الإنسان

استغرق جليسي وهو يحدثني عن الإنجازات الأكاديمية للجامعات الليبية في العقود الماضية، تحدث بفخر كبير عن دوره في تطوير الجامعة التي عمل بها وعن آلاف الطلاب الذين تخرجوا منها، خاصة طلاب المنح الذين وفدوا من مختلف دول العالم، انتشى وهو يحكي لي عن تجربته في بناء مكتبة جامعة نواكشوط كموفد من جامعته وكيف أشرف شخصياً على تدريب العالمين فيها أكاديميا، تحدث مطولاً عن الأبحاث التي صدرت عن الجامعة في مختلف المجالات كالإعلام والهندسة والعلوم الاجتماعية، افتخر بسياسة التعريب التي وصلت إلى تعريب بعض كتب الطب في جامعته، بعد أن أنهى حديثه سألته، ماذا حل بكل ذلك الآن، تغيرت ملامح وجهه، استبدلت نظرة حزن نظرات الفخر التي بدت على وجهه قبل قليل «كله ذهب، تخيل أحرقوا المكتبة وأجزاء من الجامعة». ليس مهماً من الجاني أو من المتسبب في الفوضى الأمنية، المهم أن الضحية كانت العلم، المعرفة، ورسالة التعليم الخالدة. جليسي أكاديمي ليبي يدرس حالياً في بريطانيا، كلما رآني يدعوني لغداء أو عشاء أو كوب قهوة، ضيافته ونخوته العربية تنسيني للحظات أنني في غربة، نهاية كل جلسة معه هي ذاتها، إلحاح علي أن أتصل به لأي حاجة أحتاجه

ما بعد أحداث باريس

خرج أكثر من ثلاثة ملايين فرنسي في مختلف المدن الفرنسية يوم الأحد ليتظاهروا تنديداً بالهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية خلال الأسبوع المنصرم، خرجوا بأجندات مختلفة، فمؤيدو حرية التعبير خرجوا للتعبير عن تضامنهم مع الصحافيين والصحافة الحرة، اليمينيون خرجوا للنيل من المهاجرين وتأليب الرأي العام عليهم، المسلمون خرجوا لتبرئة الجالية المسلمة الفرنسية من دماء القتلى، وزعماء العالم الذين وقفوا على رأس المسيرة شاركوا فيها تبريراً لحروبهم المختلفة على ما يسمونه الإرهاب بمختلف أشكاله. نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني تبجح قبل بدء المسيرة بأنه على الدول الأوروبية أن تعي خطر الإرهاب الذي عانت منه إسرائيل طويلاً، محاولاً الربط بين المقاومة الفلسطينية والمجموعات الجهادية الدولية مثل القاعدة باعتبارهم جميعاً "إرهابيين إسلاميين"، لم يتكلم نتنياهو طبعاً عن عشرات الصحافيين الذين قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية سواء خلال حروبها على غزة أو في التجاوزات السافرة لحرية الرأي داخل أراضي الكيان، في ذات الصف الذي وقف فيه رئيس وزراء الكيان وقف محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والذي يستفيد من هذا الحدث

أم الخبائث

بين الفينة والأخرى ينشط القطريون على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بمنع الخمور في قطر، وباعتبار الخطوط الجوية القطرية والفنادق الجهتين الرئيسيتين الموفرة للخمور في البلد توجه سهام المغردين والإعلاميين نحوهم، ومع تزايد المطالبات اتخذت الحكومة القطرية إجراءات إيجابية لتقنين بيع الكحول في الفنادق من قبيل منع بيعها في الأماكن المفتوحة والحد من تراخيص بيع الكحول للفنادق الجديدة وما إلى ذلك ويبدو للمتابع ان هناك توجهاً حكومياً للتخلص من وجود هذه الآفة في الأماكن العامة في قطر تدريجياً، ورب ضارة نافعة فهذا التوجه بدأ مع السماح ببيع الخمور في مطاعم اللؤلؤة مما شكل استفزازاً لقيم المجتمع ودفع بالعديد من القطريين إلى عدم الذهاب للؤلؤة ومطاعمها كما وصلت العديد من الشكاوى إلى وزارة الداخلية حول الممارسات السلبية هناك واشتعلت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك لفت أنظار المسئولين إلى المشكلة ومن يومها بدأنا نشهد الإجراءات المذكورة أعلاه. في مقابلة صحافية في الزميلة الوطن  سئل الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية عن بيع الخمور على طائرات الخطوط فقدم تبريراً متناقضاً يحاول أن يربط فيه توفير ال