من يقف على ناصية الشارع؟
في نقاش مع أحد الإخوة حول الرموز الاجتماعية والسياسية والدينية لفت نظري إلى أن بعض القيادات التي كنا نعتبرها قيادات شبابية أصبحت اليوم شيئاً من الماضي، فأولئك التنويريون الذين أضاؤوا المرحلة السابقة أفل نجمهم اليوم لصالح جيل بدأت تتكشف سماته في مرحلة ما بعد الربيع العربي. لم يعد الرموز الذين كانوا يوماً مناضلين على طريق الحرية مناسبين لهذه المرحلة، خاصة أن معظمهم تم تدجينه ليصبح مهادناً للسلطة والغرب والحياة المدنية الحديثة، ولم يعد ذلك اللسان الثائر على الواقع، والساعي نحو المثالية يتحرك واستبدل بألسنة لطيفة على الأنظمة متعايشة مع الواقع متقبلة له، اليوم تبرز على الساحة قيادات قديمة متجددة كان يغض الطرف عنها باعتبارها أكثر تطرفاً في المطالبة بالحقوق وغير متعقلة، ولكن في ظروف الربيع العربي أصبح ما كان يعتبر سابقاً تعقلاً تخاذلاً ونكوصاً عن الحق. أتورع عن ذكر أمثلة للشخصيات التي أعنيها تجنباً للجدال حول ماهية هذا الشخص أو ذلك والدخول في متاهة التصنيف الفكري والطائفي، ولكن سأتناول هنا السمات الرئيسية التي يتسم بها قادة المرحلة القادمة أولئك الذين يعبرون جسر الربيع العربي إلى بستان