المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٨

هل يعزل ترامب؟

- من غير الوارد أن تتجه الأحداث سريعاً نحو عزل الرئيس الأمريكي - واشنطن ستحتاج لسنوات عدة حتى تستعيد عافيتها المؤسسية - ترمب شخصية نرجسية وانفعالية يتوقع أن تزداد تصريحاته خشونة وتقل العقلانية في قراراته - حرب هنا أو هناك بإمكانها توفير غطاء لترمب - الرئيس الأمريكي اليوم في وضع لا يحسد عليه في مقابلة تلفزيونية أجريت معه بعد إدانة محاميه الخاص ومدير حملته الانتخابية السابق علق الرئيس الأمريكي بأنه لا ينبغي لشخص يقوم بعمل عظيم أن يلاحق بهذا الشكل وأنه لو عزل فستنهار الأسواق وسيصبح الكل فقيراً، في اليوم التالي قال محاميه وعمدة نيويورك السابق روديو جولياني إن عزل ترمب سيؤدي لأن يثور الشعب، هذه التصريحات تبدو وكأنها صادرة من أركان نظام شمولي على وشك أن يسقط، وتذكرنا كعرب بشكل كبير بتصريحات القادة المخلوعين إبان الربيع العربي، وفي حقيقة الأمر فلو كان الأمر لترمب لحول واشنطن إلى عاصمة عربية، فكما قال لي باحث أمريكي بعد تولي ترمب الرئاسة بأشهر قليلة "طموح ترمب هو أن يصبح ملكاً عربياً". جاءت تصريحات ترمب ومحاميه تلك بعد إصدار محكمتين في الولايات المتحدة أح

عالم بلا بيت أبيض

بدأت تظهر معالم سياسة دولية لا تهيمن عليها واشنطن بالضرورة فهناك تراجع أمريكي مستمر في الساحة الدولية منذ عقد تقريباً ساكن البيت الأبيض يسمى عرفاً "قائد العالم الحر" فهل سيتحرر العالم من قائده؟ قلت في مقال سابق أن ترمب جعل العالم يخوض دورة تدريبية شاقة استعداداً لعالم ما بعد الهيمنة الأمريكية، بعد الانسحاب الأمريكي الدبلوماسي في فترتي أوباما وتصرفات ترمب غير المتوقعة تجاه حلفاءه وأعداءه بدأت تظهر معالم سياسة دولية لا تهيمن عليها واشنطن بالضرورة، لا شك أن الولايات المتحدة تبقى القوة الكبرى عسكرياً وذات التأثير الأكبر في المجتمع الدولي ولكن لا شك أن وضعها وتأثيرها اليوم لا يشبه ذاك الذي كان عليه في تسعينيات القرن الماضي حين كان لا حل لأي أزمة في العالم إلا عبر بوابة البيت الأبيض. في اتصال هاتفي بين ماكرون وأردوغان أعرب الرئيس الفرنسي عن استمرار الدعم الفرنسي لتركيا واهتمامه باستقرار تركيا، بطبيعة الحال ليس ذلك إلا استغلالاً للأزمة بين أنقرة وواشنطن التي افتعلها ترمب دون سبب واضح، فرنسا التي تطمح أن تسترجع موقعها العالمي لا تمانع في إظهار موقف مناقض لواشنطن في هذه الق

بين الدوحة وأوتاوا... معالم دبلوماسية الابتزاز

استهلت السعودية منذ بداية عهدها الجديد نهجاً دبلوماسياً جديداً مختلفاً عن ما عرفت به سابقا، كانت المملكة دائماً تلعب لعبة الدبلوماسية الدولية عبر توظيف قوتها الناعمة وتأثيرها لدى القوى العالمية والإقليمية لتحقيق أجندتها، اليوم تتحرك السعودية بسياسة صلبة ولكنها غير مدعومة بمتطلبات هذه الصلابة، تستنفد السعودية اليوم رأس مالها السياسي لدى العديد من الدول، التي طالما نجحت بدفعها نحو أجندتها باستخدام العطاءات المادية والمعنوية، عبر الابتزاز المباشر، من الدوحة إلى بيروت وعواصم أفريقية وآسيوية عدة وانتهاءً بأوتاوا تنشر الرياض انطباعاً بأنها غير معنية بأعراف الدبلوماسية الدولية ولا بالمصالح الاستراتيجية لها أو لحلفائها، هذه السياسة سيكون لها تبعاتها ليس على الرياض وحسب ولكن على منظومة العلاقات بين المنطقة والعالم. النزاع مع كندا يمثل منعطفاً خطيراً بالنسبة للرياض، فالغرب بشكل عام معتاد على طبيعة النزاعات العربية العربية كما اعتاد على توجيه رسائل لا يسمع لها حيال حقوق الإنسان، الجديد هو أن الرياض تريد أن تمارس نفس الابتزاز الذي مارسته على قطر ولبنان وغيرهما في نزاعها المفتعل مع كندا، وه

انتصاراً للعلوم الاجتماعية

عند حلول الأزمات نهرع لمن يستطيع أن يفسر لنا ما يجري حولنا من أحداث الاجتماعيون هم الأقدر على وضع الإنجازات المادية للحضارة في سياقها الطبيعي دراسات الرأي العام والدراسات التطبيقية الاجتماعية مفيدة بشكل بالغ في تصميم السياسات العامة نحن بحاجة إلى علوم اجتماعية تبني المجتمع ومجتمع مدرك لأهميتها أذكر أنني سألت مرة أحد أساتذة العلوم السياسية العرب، كيف نشجع الطلاب على دراسة العلوم الاجتماعية؟، فكانت إجابته المازحة أنه يجب ألا نشجعهم، لأننا بذلك نحكم عليهم بحياة من الفقر، بطبيعة الحال كانت هذه مبالغة من الأستاذ، ولكنه كان يقصد بها أن العلوم الاجتماعية ليست "مربحة" بلغة عالم الأعمال، ففي مجتمعات السوق المفتوح تكون الأفضلية للتخصصات الطبية والهندسية والقانونية والتجارية، وتبقى الفنون والتخصصات الاجتماعية في أسفل القائمة، وإذا كتب لك زيارة جامعة أمريكية حيث تعتمد الجامعات بشكل كبير على تمويل القطاع الخاص ستجد أبسط المباني من نصيب أقسام العلوم الاجتماعية، أما إذا حضرت المؤتمرات العلمية فمؤتمرات العلوم الاجتماعية تكون فقيرة مقارنة بالمؤتمرات الطبية التي تمولها ال