المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

ما وراء القناعات: محاولة للتعريف والتصنيف

هناك صنف من الأفكار حين نتبناها نطلق عليها من باب التأكيد "قناعات"، لا يعني هذا أنها تمثل حصرياً ما نقتنع ولكنه دلالة على درجة رسوخ الفكرة ورفض المساومة عليها، وبالمقابل يعطي المصطلح صورة التحول الحقيقي عند تغيير هذه القناعات، فلا يكون ذلك في إطار اقتناع بأفكار جديدة بل اقتلاع لقناعات راسخة، وعدا عن أن هذا المصطلح كغيره هو تكييف بشري وتغليف مصطنع لأمر غير قابل للقياس إلا أنه يمكننا في معرض التجريد والتصنيف، اللذين يحبهما أهل الفكر والتنظير، تناول المصطلح من حيث منشأ القناعة لدى صاحبها، وهذا التصنيف الذي نقدمه ليس بلا شك تصنيفاً منهجياً علمياً فالسياق هنا مقال صحفي وليس دراسة علمية، ولكنه محاولة لتقديم تصور نظري محدود للقناعة وأشكالها. لعل أول أنواع القناعات التي ينبغي الوقوف عندها هي القناعات العقدية، ولا أعني هنا بالعقيدة تلك المرتبطة بالدين فحسب، بل كل عقيدة فكرية أو سياسية أو غير ذلك تمثل منظومة من الأفكار المترابطة يؤمن بها قطاع من البشر ويتعارفون بها، فالليبرالية والماركسية كمنظومات تحمل في دواخلها ذات العناصر الاعتقادية الموجودة في أي دين، وبالتالي تتحول الأفكار المرتبط

اللقاح بين المعلومات والمجهولات

كلما أطلت بوجهها قضية تشغل الرأي العام انبرى صناع نظريات المؤامرة وأصحاب التفسيرات غير المبنية على الحقائق ليحيكوا حولها الروايات والحكايات، هؤلاء في الغالب يتجنبون عالم المعلومات والحقائق، ولا يعترفون بأن ما هو مجهول هو مجهول فعلاً، فهم يسبحون عكس التيار في بحر يقع بين المعلوم والمجهول، في مساحة تسمح لهم باقتباس بعض من الحقائق المبعثرة وترقيعها ببعض المجهولات التي يمكن تفسيرها وإعادة تفسيرها حسب الهوى وشيء من التفكيك والربط المعتل وثم نثر الناتج في ساحات الجدل ليقنعوا من سهل إقناعه ويثيروا سخط الباحثين عن الحقيقة والملتزمين بحدودها. في إطار جائحة كوفيد - 19 ونظراً لتأثيرها المباشر علينا جميعاً وغياب الحقائق العلمية المباشرة بسبب حداثة المرض راج سوق التفسيرات المؤامراتية والمعلومات المغلوطة حتى أنك لا تكاد تجري بحثاً حول أي من تفاصيل الجائحة وتطوراتها إلا وواجهتك العجائب، فتارة حديث عن أن واشنطن صنعت هذا الفيروس ليقضي على الصينيين، وتارة أخرى أن الصين بثته في العالم حتى يسهل عليها السيطرة عليه، وثم تأتيك قصص حول أطباء يؤكدون حقائق لا أصل لها ومقاطع مسموعة ومرئية لخبراء في الفيروسات يحد

دروس المحن في يوم الوطن

خلال الأعوام الأخيرة مرت بلادنا بتحديات كبرى، بدءاً من الحصار الذي شكل نقطة تحول في تاريخ قطر، ومروراً بأزمة انخفاض أسعار النفط، وأخيراً جائحة كورونا التي أصابت العالم بأسره بالشلل، وأمام كل هذه التحديات صمدت قطر، وبتوفيق من الله وحده، وثم جهود المخلصين خرجت بلادنا بمكتسبات كبرى من هذه المحن، لتقف اليوم أقوى أمام تحديات المستقبل وأقدر على اقتناص فرصه، ولذلك أحسن من اختار حمد الله شعاراً ليوم الوطن. لعل هذه الفرصة أنسب من غيرها لاستذكار الدروس التي تعلمناها معاً في السياق الوطني خلال الأعوام الأخيرة، ولكل تحد مرت به الدولة والمجتمع درس تعلمناه ومكتسب تحقق بات لزاماً علينا العمل على الحفاظ عليه من أثر الدعة بعد الشدة. إذا ما نظرنا إلى أزمة الحصار وما اعتراها نجد أن أهم ما تحقق وبرز خلال الأزمة بمشاهدها المختلفة كان تعزيز اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب بمختلف مكوناته، جاء هذا التهديد الخارجي الوجودي ليمثل نقطة التقاء ونداءاً وطنياً جامعاً التف خلاله المواطن والمقيم حول الرموز الوطنية ليقولوا بصوت واحد أن الوطن أسمى من أي انتماء أو مصالح أو أعراف، هذه اللحمة ستواجه بلا شك تحديات متجددة

عالم ما بعد كورونا

عام طويل عشنا فيه جميعاً تجربة فريدة، خلال أسابيع قليلة وجدنا أنفسنا في عزلة، أصبحت أبسط الأمور التي تعودناها أحلاماً نتذكرها بود، وأصبح أقرب الناس إلينا أبعد من أن نصل إليهم، وها نحن اليوم نعود تدريجياً للحياة كما تعودناها، مازالت الأقنعة تلازمنا، ومازلنا نتردد عندما نلتقي ببعضنا البعض هل نسلم باليد أم نكتفي بالإشارة، وبفضل من الله وخلال أسابيع قليلة سينتشر اللقاح عبر العالم وشيئاً فشيئاً سنتخلى عن آخر تبعات هذه الجائحة علينا جميعاً، ولكن هناك بعض التغيرات التي طرأت على حياتنا اليومية وتجربتنا البشرية قد تستمر آثارها لما بعد زوال كابوس الجائحة، هي ليست بالضرورة سلبية بل إن بعضها إيجابي إلى حد كبير. لعل أحد أهم الآثار التي ترتبت على هذه الجائحة تحول المؤتمرات والاجتماعات المحلية والعالمية إلى شاشات أجهزتنا، مؤتمرات كانت تكلف آلافا وربما ملايين الدولارات أصبحت الآن تقام بدون أي تكاليف تقريباً، ووفر الآلاف من البشر عشرات الساعات من الطيران والإقامة في الفنادق وبدلات السفر، هذه الثقافة التي زرعها الفيروس لا أعتقد أنها ستزول معه، اليوم ومع تعود العالم على هذا النمط لا شك أننا سنشهد تراجعاً

لماذا اغتيل فخري زاده؟

نشرت وكالة فارس الإيرانية قصة أقرب للخيال حول اغتيال محسن فخري زاده مساعد وزير الدفاع مسؤول الابتكار والتكنولوجيا بوزارة الدفاع والعالم النووي ذو الدور المركزي في البرنامج النووي الإيراني، تقول الوكالة أن الاغتيال تم عن بعد من خلال سيارة تم تجهيزها برشاش مثبت والتحكم بها عن بعد وتم تفجيرها مباشرة بعد إطلاق النار على موكب فخري زاده الذي كان متوجهاً رفقة زوجته وفريق الحماية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزله بضواحي طهران، تتناقض هذه القصة مع المعلومات الأولية التي كانت تشير إلى مواجهة بين فريق الحماية وفريق الاغتيال، وأياً كانت الحقيقية فلا شك أن هذه العملية تمثل ضربة نوعية قاسية لطهران، خاصة وأنها تأتي في ذات العام الذي خسر فيه النظام رأس حربته في أنشطته العسكرية الخارجية قاسم سليماني. أهمية هذا الاغتيال تكمن في بعدين رئيسيين، الأول مرتبط بشخص فخري زاده ومجال عمله، فكما هو معلوم في مجال التسليح النووي ليس من السهل إعداد كوادر على مستوى عال من الخبرة والمعرفة حيث أن معظم ما يرتبط بهذا المجال هو من أسرار دول النادي النووي أو على الأقل ليس أمراً يمكن ابتعاث الطلاب لدراسة تفاصيله بسهولة، وال