الخليج والربيع الجديد
تتقدم أحداث الموجة الجديدة من الربيع العربي وتزداد تعقيداً مع الخلافات المركبة في السودان واستمرار سيولة الوضع في الجزائر وفشل حفتر في تحقيق تقدم ميداني على الأرض، لا يبدو الوضع في أي من السياقات الثلاثة مرشحاً لاستقرار ولو نسبي، ففي كل الحالات هناك مواجهة مفتوحة بين القوى الثورية والتقليدية بل وفي حالتي الجزائر والسودان يبدو أن المواجهة داخل معسكر النظام محتدمة أكثر من الصراع مع القوى خارجه، وفي خضم هذا المخاض يبقى الترقب للعامل الخليجي الذي كان له الدور الأبرز في أحداث الربيع الأول أو على الأقل في تعقد المشهد آنذاك. كما كان الحال مع الثورة المصرية والحرب في ليبيا في المرة الأولى تبدو المحاور الخليجية منقسمة بشكل واضح في أحداث الدول الثلاث اليوم، ولكن هناك عوامل مختلفة اليوم تحدد طبيعة التدخل الخليجي، أولاً يبدو الخليج أياً كان موقف دوله في دعم هذا الطرف أو ذاك منهكاً بتعقيدات الحالة السياسية العربية وبالأزمات المتلاحقة، المحور السعودي الإماراتي والذي استثمر الكثير في ضمان نجاح الثورات المضادة يواجه اليوم تعثر جهوده في اليمن والالتفاف المصري على التوافق في المحور وفشل حفتر في ال