المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٩

الخليج والربيع الجديد

تتقدم أحداث الموجة الجديدة من الربيع العربي وتزداد تعقيداً مع الخلافات المركبة في السودان واستمرار سيولة الوضع في الجزائر وفشل حفتر في تحقيق تقدم ميداني على الأرض، لا يبدو الوضع في أي من السياقات الثلاثة مرشحاً لاستقرار ولو نسبي، ففي كل الحالات هناك مواجهة مفتوحة بين القوى الثورية والتقليدية بل وفي حالتي الجزائر والسودان يبدو أن المواجهة داخل معسكر النظام محتدمة أكثر من الصراع مع القوى خارجه، وفي خضم هذا المخاض يبقى الترقب للعامل الخليجي الذي كان له الدور الأبرز في أحداث الربيع الأول أو على الأقل في تعقد المشهد آنذاك. كما كان الحال مع الثورة المصرية والحرب في ليبيا في المرة الأولى تبدو المحاور الخليجية منقسمة بشكل واضح في أحداث الدول الثلاث اليوم، ولكن هناك عوامل مختلفة اليوم تحدد طبيعة التدخل الخليجي، أولاً يبدو الخليج أياً كان موقف دوله في دعم هذا الطرف أو ذاك منهكاً بتعقيدات الحالة السياسية العربية وبالأزمات المتلاحقة، المحور السعودي الإماراتي والذي استثمر الكثير في ضمان نجاح الثورات المضادة يواجه اليوم تعثر جهوده في اليمن والالتفاف المصري على التوافق في المحور وفشل حفتر في ال

الربيع العربي 2.0

منذ 2013 كنت من أنصار التحليل الذي يقول إنه بسبب الارتفاع الكبير في تكلفة الحراك السياسي فإن احتمال حدوث موجة جديدة للربيع العربي منخفض جداً بل شبه مستحيل، بل وفي إحدى مقالاتي ذكرت أن أي توقع لربيع ثان يجب أن يتجاوز هذا الجيل الذي عاصر أحداث الربيع الأول وما نتج عنه من ثورات مضادة وتماد في القمع وسفك للدماء، ولكن الشعوب العربية أثبتت أنها عصية على الواقعية السياسية التي يفضل المحللون السياسيون من أمثالي التمسك بها في استشراف المستقبل، وخرجت مرة ثانية في عاصمتين عربيتين، وعندما كتبت قبل أسابيع حول ما يعنيه هذا الحراك وضعت شروطاً لتطوره بأن تتكون الكتلة الحرجة من المتظاهرين وألا تكون ردة الفعل الأمنية حاسمة، وألا تعبث التدخلات الخارجية في ردة الفعل تجاهه، حتى الآن يبدو أن ذلك تحقق في الحالتين الجزائرية والسودانية، تشكلت كتلة حرجة ضخمة جداً في البلدين وهناك استمرار وثبات على المطالب، في الجزائر استقال الرئيس وبدأ التحضير لمرحلة ما بعد تغيير رأس النظام وفي السودان بدأ الخناق يضيق على النظام ووصلت التظاهرات إلى مستوى لا يمكن معه احتواءها دون تعامل أمني عنيف وحاسم، وبموازاة ذلك بدأ حفتر تح

قمة أخرى...وشائعات جديدة

اختتمت القمة العربية الثلاثون أعمالها في العاصمة التونسية كما اختتمت سابقاتها، بيانات رنانة، تأكيد على الحقوق والقضايا العربية، صور جماعية ومراسم استقبال وتوديع، لم تشهد هذه القمة أية مفاجآت لا من حيث الحضور ولا الكلمات، كما هو متوقع مثَّل الأمين العام موقف بلاده وعبَّر حديثه عن التدخلات التركية، ولم يطرح موضوع إعادة استيعاب النظام السوري مرة أخرى على كرسي سوريا نظراً لعدم وجود توافق حول ذلك - وإن أشارت كلمة الأمين العام والرئيس المصري ضمناً إلى ذلك- حالة الانقسام العربي مستمرة وتزداد حدة، جناح يريد إيران وتركيا عدواً، وجناح لا يقبل بذلك، محور يريد علاقات أفضل مع الكيان الصهيوني ومحور متمسك بالموقف العربي الثابت منه، كان موضوع الجولان والحاجة لموقف واضح من الإعلان الأمريكي وما يرتبط بذلك من مواجهة مع إدارة ترمب وإسرائيل مصدر إجماع بين الحضور وإن كان مربكاً لبعض الأطراف، ولعل هذا ما دفع الإمارات والبحرين تحديداً إلى خفض التمثيل ويذكر أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي صرح قبل القمة بأيام قليلة بأن المقاطعة العربية للكيان الصهيوني كانت "خطأً" تاريخياً، السعودية من نا