المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

السلام بين الحلفاء: قراءة بين سطور الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي

بشكل مفاجئ من حيث التوقيت لا المضمون، أعلن الرئيس الأمريكي عن التوصل إلى اتفاق "سلام" بين أبوظبي وتل أبيب، يقضي بتطبيع العلاقات بين الطرفين، صهر الرئيس جاريد كوشنر خلال تفاخره بهذا الإنجاز التاريخي أكد أن العمل جار لأكثر من عام ونصف العام للوصول إلى هذه اللحظة "التاريخية"، حتى أن الرئيس الأمريكي قال مازحاً إنه كان بوده أن يضع اسمه على هذه الصفقة ولكنه يعلم أن الإعلام لن يتقبل ذلك، وفي غمرة الاحتفالات في العواصم الثلاث بالسلام خرج المسؤولون الإسرائيليون ليكذبوا مزاعم أن الاتفاق جاء بتنازل إسرائيلي عن ضم الضفة، وأمطر الكيان قطاع غزة المحاصر بوابل من الصواريخ، وأعلن عن تنفيذ حكم السجن في الشيخ رائد صلاح تثبيتاً لنفيه أن يكون في الاتفاق أي مصلحة لأصحاب الأرض الفلسطينيين وتأكيداً على صورية الحديث عن مكاسب ولو مؤقتة للقضية الفلسطينية. التطبيع الإماراتي بحد ذاته ليس مستغرباً، أولاً تجمع أبوظبي بالكيان علاقات دافئة لسنوات منذ التعاون في عملية اغتيال المبحوح مروراً بالوفود وتبادل الزيارات والتوافق حول عدد من الملفات الإقليمية ودعم صفقة القرن وصولاً إلى هذا الاتفاق، وثانياً ه

انفجار لبنان وانهيار الأنظمة الآيلة للسقوط عربياً

ما بين غمضة عين والتفاتها تحولت بيروت إلى مدينة منكوبة، تلك المدينة التي كانت حتى عهد قريب وجهة السياح وموضوع الشعراء ومصدراً لإلهام الفنانين باتت كومة من رمال وزجاج مكسور، كل ذلك ليس نتيجة حرب أهلية كما كان، أو قصف إسرائيلي، بل فساد إداري ومحاصصة طائفية فعلت بلبنان ما لم تفعله صراعات المليشيات ولا صواريخ المحتل، عدو الشعب الأول اليوم لا يلبس بزة عسكرية بل يجلس خلف مكتب حكومي. ما أن هدأت ثورة الانفجار في بيروت حتى اشتعلت جذوة نيران الغضب الشعبي فيها، والذي انصب باتجاه النظام الفاشل الذي أفرزته اتفاقية الطائف، هذا النظام الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان ظاهرياً، وضع لبنة الفساد والدولة منزوعة السيادة التي يعاني منها هذا البلد اليوم، وكل من زار بيروت يعرف أنها ضحية لتاريخ من الحروب غير ذات الطائل، ومسرح لصراعات ليس لها فيها نصيب، وفوق هذا كله يجثم الفساد على صدور ساكنيها الذين لا ينعمون حتى اليوم، وبعد مليارات المساعدات والاستثمارات، باستمرار الكهرباء يوماً كاملاً دون انقطاع. منذ انسحاب النظام السوري من لبنان والصراع تدور رحاه بين قوى تدعمها طهران وأخرى تدعمها الرياض وبقية من نفوذ أوروبي

في ذكرى غزو الكويت وخيانة العروبة

في صيف عام 1990 فجعت المنطقة بجريمة احتلال الكويت من قبل نظام صدام حسين في العراق، أدخل هذا الفعل الأخرق المنطقة في حالة ضعف وتشرذم لم تتعاف منها حتى يومنا هذا، كانت جريمة احتلال الكويت قاصمة ظهر بالنسبة للخطاب القومي تحديداً، فتبدد حلم الوطن العربي الواحد على يد دعاته، انقسم العرب شعوباً وحكومات بين مؤيد لطاغية لبس زيفاً رداء العروبة في مواجهة أعدائها ومدافع عن حق الكويت والكويتيين في الحرية، ما أن تحررت الكويت حتى تكشف حجم الشرخ الذي خلفه الغزو في جسد الأمة العربية، ومنذ ذلك الحين خفت نجم القومية العربية الذي بدأ تراجعه منذ هزيمة 67 ليس في الخليج فحسب بل في الأمة جمعاء. الكثير من أبناء الشعوب العربية وجدوا في صدام وحربه على إيران وخطابه حول إسرائيل صورة رومانسية للحاكم العسكري القومي القوي، وجدوه استعارة ضعيفة لنموذج جمال عبدالناصر الذي ظل قطاع كبير من الأمة متيماً بقصته وخطاباته حتى بعد انحسار مشروعه، ولكن، كما انتهى حلم عبدالناصر بسقوط الوحدة مع سوريا عام 1961 ثم الهزيمة بعد 6 أعوام، انتهت رمزية صدام حسين ونظامه بعد غزوه للكويت، تكشف وجه النظام الحقيقي كنظام قمعي توسعي يستغل العاطف