الدعاية السياسية الحديثة: من إعلام الجيوش إلى جيوش الذباب
كانت الدعاية السياسية ولا زالت سلاحاً مهماً في يد الأنظمة الشمولية القمعية؛ لتسويق نفسها ومقاومة الدعوات الداخلية والخارجية للإصلاح، ويرتكز هذا النوع من الدعاية ليس على تسويق أفكار أو اتجاهات معينة فحسب بل على تزييف الحقائق للوصول إلى الهدف السياسي المراد تحقيقه، ما قبل ثورة الاتصال كانت الأدوات مباشرة ومحدودة، فالنظام يتحكم بمصدر المعلومات ويقوم بحجب ما لا يريد أن يصل إلى الناس من ناحية، وينشر معلومات مغلوطة من ناحية أخرى، ولكن ثورة الاتصال كشفت هذه الأساليب التقليدية، فأًصبحت الأنظمة غير قادرة على حجب المعلومات عن مواطنيها ولا على تسويق معلومات مزيفة، لأن اكتشاف زيفها أصبح على بعد ضغطة زر واحدة، ومع ذلك يبدو أن هذه الأنظمة تمكن من تطويع ثورة الاتصال لصالحها خلال السنوات الأخيرة. الدعاية السياسية أو (البروباغاندا) كان لها أركان أساسية من ضمنها، توظيف العقل الجمعي، والخطاب الوطني الحدي أو التخوين، وإغراق المتلقي بالرسالة السياسية، وعلى الرغم من أن المتلقي لم يعد أسيراً للجهاز الإعلامي الرسمي إلا أن الأنظمة لم تعدم سبيلاً لتثبيت هذه الأركان في عالم اليوم، وبعد الكثير من الإخفاقات أوجدت