المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

السلطة المتغولة والفيروس القاتل

منذ ظهور الدولة القومية وتغولها على كافة مناحي الحياة، غاب الدور الطبيعي للمجتمعات في كنف التنظيم الحكومي، ومع بقاء بعض مناشط المجتمع حاضرة إلا أنها أصبحت إما في إطار سد النقص حيث تفشل السلطة أو كنشاط كمالي يمارس الرقابة على السلطة أو يعزز دورها الاجتماعي، عالم ما قبل هذه السلطة المتغولة كان بلا شك أصعب بكثير ولكن غيابها عن المشهد الاجتماعي في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد كان يعني أن يقوم المجتمع بدوره من خلال التكاتف وإيجاد الحلول لما يواجهه من أخطار باستثناء الاعتداء الخارجي، وفي فترات الازدهار شكلت المجتمعات ذاتياً نهضة علمية حضارية، في ذلك الحين انحصر دور الكيان السياسي في حفظ الأمن وإنفاذ العدالة وحماية حدود الدولة، تغول السلطة مع زيادة مواردها أدى بلا شك إلى تسهيل حياة الناس في مناحٍ عديدة خاصة في العالم المزدهر، لكن من أهم سلبياته أنه حول المجتمع إلى الاتكال على السلطة لمواجهة معظم التحديات بل وكبلت السلطة يد المجتمع عن كثير من أدواره من خلال المبالغة في التنظيم واحتكار مجالات أساسية، النقاش حول حجم هذا التغول وإلى أي مدى ينبغي أن تتسع رقعة السلطة لن ينتهي ولكن أحداث هذه ا