من الشيخ جراح إلى سلوان.. قصة الصمود العمراني
تخيل أن تسكن في بيت والدك الذي ورثه عن جدك الذي ورثه بدوره عن أبيه وهكذا دواليك، ليس هذا البيت قصراً منيفاً يطمع فيه الساكن ولا استثماراً يعود عليك بثروة عظيمة، وفوق هذا تجد نفسك تقاوم اعتداءات جيرانك الطامحين لطردك، وحكومة تلزمك بدفع ضريبة مجحفة لا يدفعها جارك أو تهدد بهدم بيتك بحجج واهية، وحتى تصل لبيتك عائداً من مكان عملك تمر على نقاط تفتيش مهينة وربما استشهد أحد أفراد عائلتك أو أصيب عندها برصاصة لا مبرر لها، لا يصبرك على ذلك إلا إيمان بحقك في الأرض وعقيدة راسخة بمهمة مقدسة للحفاظ عليها، وتخيل بعد كل ذلك أن يأتيك من ينام مطمئناً في بيته ليقول "باع أرضه". الوصف أعلاه نزر يسير من المعاناة اليومية التي يعيشها العديد من أهلنا الصامدين في المدن التي ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني، فسياسة الاحتلال تهدف لإفراغ الأحياء القديمة في القدس وغيرها من ساكنيها من الفلسطينيين واستبدالهم بالمستوطنين، وفي القدس تحديداً وقبل قرابة العشرين عاماً أطلق مشروع أورشليم أولاً لتهويد المدينة من خلال تدمير الأحياء العربية وإخراج أهلها منها وطمس الآثار غير الصهيونية فيها مثل المقابر والمساجد وتحويلها