هل نشهد عودة للعواصم العربية الكبرى؟
خلال العقدين الماضيين تفككت البنية الهشة أساساً للنظام السياسي العربي بشكل كبير، فمنذ احتلال العراق ومروراً بثورات الربيع العربي، وأخيراً الموجة الثانية منه، فقدت معظم العواصم العربية الكبرى توازنها، بغداد لم تتمكن حتى اليوم من استعادة سيادتها الداخلية والخارجية بالكامل، دمشق ما زالت تعيش وهم السلطة بعد أن أحرق نظامها البلاد وسلمها للقوى الأجنبية، وقس على ذلك الوضع السياسي في مصر والسودان وليبيا والجزائر، من حيث الجغرافيا السياسية، تمثل هذه الدول الكتل الكبرى العربية، ومعظمها إذا لم تكن جميعها فقدت مكانتها في قيادة القرار العربي. لا يعني الكلام أعلاه أننا قبل عام 2003 كنا نشهد نظاماً عربياً مستقراً وقادراً على اتخاذ قراره بشكل مستقل، على العكس، العديد من الأزمات التي سبقت هذا التاريخ مثل غزو الكويت أثبتت أنه لا توجد منظومة عربية يعول عليها، ولكن الدول المحورية كانت لها أدوار تقليدية مهمة سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو في إطار الخلافات العربية العربية، أو في التعامل مع الخصوم التقليديين في المنطقة أو الحلفاء الإستراتيجيين خارجها، وعلى الرغم من أن هذا التبعثر العربي مستمر، إلا أ