الهوية المعمارية
لكل مجتمع هوية، ولكل هوية مظاهر، وهذه المظاهر تتنوع وتتجدد وتتغير بتغير الزمان والثقافة العامة والمعرفة، من أهم تجليات الهوية المعمار، لماذا؟ لأن المعمار واضح متسيد للمشهد من حوله ويظل شاهداً على هوية المجتمع ومختزلاً لها لعشرات أو مئات وفي بعض الأحيان آلاف السنين، اليوم إذا تكلمت عن الفراعنة فأول ما يبادر ذهنك هو صورة الأهرامات، وإذا تحدثت عن الرومان فصورة الأعمدة الرومانية و"الكولسيوم" وإذا كان الحديث عن المسلمين فصورة الكعبة المشرفة، كل هذه المباني هي شواهد على هويات حضارية بعضها قائم وبعضها اندثر وبقت هذه الشواهد لتحكي لنا قصص التاريخ وتعرفنا على هذه المجتمعات التي طوتها صفحاته. في كل زمان تكون هناك هويات ضعيفة وأخرى قوية، بناء على الوضع السياسي والاقتصادي لهذا الزمان، فعندما سادت الحضارة الإسلامية أطراف الأرض كان المعمار الإسلامي يؤثر على المباني في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقبل ذلك حينما غزا الرومان أطراف الأرض وجدنا الرموز والعناصر المعمارية الرومانية في العالم كله، واليوم يحصل الشيء نفسه مع الحضارة الغربية، فأينما ذهبت تجد تلك المباني الزجاحية المصمتة والتصاميم ال