الحراك الثوري في مواجهة محاور القمع الإقليمية
منذ عام 2013 تكون انطباع عام لدى المراقبين بأن محور الثورات المضادة تمكن من كبح جماح شعوب المنطقة، بعد نجاح انقلاب مصر وانحدار سوريا نحو الحرب وما تبع ذلك في ليبيا واليمن، لم يعد للزخم الثوري وجود على الأرض، وعادت الدولة القمعية لتكون هي النموذج الأساس في المنطقة، ما ننساه أحياناً أن الانقلاب على دعوات الإصلاح والهبات الثورية في المنطقة لم يكن من قبل المحور العربي للثورات المضادة فحسب، فإيران ومن خلال دعمها لنظام الأسد، والنظام الطائفي في العراق وقمعها للتظاهرات الداخلية في تلك الفترة كانت المطرقة التي هوت على سندان محور الثورات المضادة ضاربة بقوة الحديد الهبات الشعبية، ففي الحقيقة كان محورا الثورة المضادة العربي والإيراني متطابقين من حيث مواجهة الشعوب في المنطقة وإن اختلفت السياسات، واليوم يبدو أن الشعوب في المنطقة تثور على الطرفين في آن واحد. في الموجة الثانية للربيع العربي تختلط أصوات الثائرين على الجمهورية العربية العسكرية في السودان والجزائر بأصوات رافضي ولاية الفقيه وتوابعها في العراق ولبنان وإيران، ناهيك طبعاً عن الحراك داخل إيران والذي بدأ يكتسب زخماً ثورياً غير بسيط، وفي