المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

من أرمينيا إلى فرنسا: محور العداء المتصاعد لتركيا

بين البحرين الأسود والمتوسط يشتعل فتيل أزمات عدة أبطالها شبكة معقدة من الحلفاء والخصوم، هذه الأزمات يجمعها على ما يبدو عنصر واحد فقط وهو محاربة النفوذ المتنامي لأنقرة في نطاقها الإستراتيجي، فمن ليبيا والصراع بين الحكومة الشرعية وحفتر وداعميه وأزمة شرق المتوسط والخلاف التركي اليوناني والاتفاقيات البحرية المتضاربة، مروراً بالخلافات حول التعاطي مع القضية الفلسطينية والأزمات المركبة في سوريا وانتهاءً باندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، نجد تركيا طرفاً فاعلاً إما بشكل أصيل أو من خلال دعم أحد الأطراف، ولا يمكن قراءة إحدى هذه الأزمات بمعزل عن البقية، فالتشابك المعقد بين المصالح المتضاربة يجعل لكل منها تأثيراً مباشراً على الآخر، نحاول في هذا المقال تفكيك هذا التشابك لفهم الانعكاسات والتداعيات بشكل أوضح. في ليبيا حيث يبدو الاصطفاف واضحاً، تقف تركيا وقطر بوضوح خلف الحكومة الشرعية في طرابلس، بينما تدعم الإمارات وفرنسا حفتر، ولكن الأدوار المصرية والروسية الداعمة لحفتر تزيد المشهد تعقيداً، حيث أعلن الرئيس المصري أكثر من مرة أن سرت تمثل خطاً أحمراً أمام الوفاق المدعومة تركياً على الرغم من أن هذا ال

خدعة الدخان والمرايا: إستراتيجية ترامب للفوز بفترة ثانية

أقل من شهر ونصف الشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة، والتي ستحدد ليس قاطن البيت الأبيض فحسب بل مستقبل النظام السياسي الأمريكي، مع استمرار عبث الرئيس بالأعراف السياسية والتوازنات الوطنية، ومع استمرار العد التنازلي يبدو أن معسكر ترامب بدأ بكشف أوراقه وتنفيذ خطته، لضمان انتصار مرشحهم في الثالث من نوفمبر، فعلى الرغم من الفضائح المستمرة والفشل المتكرر، ما زال لدى ترامب فرصة كبيرة للفوز، إذا تمكن من استثمار التطورات الأخيرة لصالحه، وإضعاف خصمه الذي يستعد لمواجهته على المسرح وأمام الشاشات، فما أبعاد إستراتيجية ترامب للبقاء في كرسيه بعد نهاية هذا العام؟. البعد الأول مرتبط بشخصية خصمه وقدراته، في عام 2016 نجح ترامب في اغتيال شخصية خصومه الجمهوريين أولاً، ثم هيلاري كلينتون ليس باستخدام الحقائق، بل من خلال حملة عنيفة من الشتائم المبطنة والاستفزازات البذيئة، التي لم يستطع أن يجاريها أحد من خصومه، في هذه الحملة يريد ترامب تكرار التجربة من خلال إهانة بايدن نائب الرئيس السابق، باستخدام عمره المتقدم وصحته العقلية، يركز الرئيس في كل حديثه عن بايدن على قدراته العقلية، ويسخر من تص

تنازع السلام: رهانات المستقبل في السياق الخليجي

منذ استكمال نشأة الكيانات السياسية على ساحل الخليج إبان الانسحاب البريطاني من المنطقة حافظت دول الخليج الست على موقع مستقر في الساحة الدولية، يمكن تلخيص طبيعة الوجود الخليجي في الساحتين الإقليمية والدولية من خلال ثلاثة معرفات، ساحة عمل متقدمة للمصالح الأمريكية، مزود للطاقة العالمية، ومستثمر سيادي دولي، ولكن مع تغير طبيعة العلاقات الخليجية العربية مع الربيع العربي وتغير خريطة النفوذ الأمريكي عالمياً بدأت دول الخليج في البحث في اتجاهات مختلفة عن وضع جديد وموقع مختلف يتناسب مع التطورات المتلاحقة، هذا الواقع الجديد مستمد من تحول دول الخليج من لاعب متأثر إلى لاعب مؤثر إقليمياً. انطلاقة الربيع العربي شكلت نقطة تحول إستراتيجي حيث أصبح التأثير الأكبر في الساحة العربية خليجياً سلباً وإيجاباً، سواء من خلال الخطاب الإعلامي أو الدعم السياسي، تحركت قوى الخليج في اتجاهات متباينة ووقفت الولايات المتحدة في حالة ارتباك وتعاملت ببطء مع الأحداث، وتدريجياً بدأ يتكشف العجز الأمريكي في المنطقة، وعليه بدأت الدول الخليجية منفردة مشاريع تأثير مستقلة عن دائرة الولايات المتحدة، تارة بالتنسيق معها وتارة دون ذلك،

التمدد في الفراغ: خريطة التنافس الدولي حول المساحات الأمريكية

هناك إسطوانة مشروخة تتردد منذ عام 2008 تقريباً على ألسنة المتابعين والمعلقين السياسيين حول العالم، وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنسحب من دورها كقطب أوحد عالمياً، يترافق ذلك مع التكهنات حول عودة العالم متعدد الأقطاب، وهو شكل النظام الدولي ما قبل الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن الخلاف يبدأ مع الحديث عن طبيعة هذا الانسحاب الأمريكي وماهيته، إلا أن هناك توافقاً عاماً على تراجع النفوذ الأمريكي، وخاصة في عهد الرئيس الحالي الذي نجح في كشف حقيقة هذا التراجع، وتأكيد الحاجة إلى البحث عن بدائل لدى الحلفاء، هذا الانسحاب بطبيعة الحال يخلف فراغات ضخمة عالمياً، تتكشف مع كل حدث دولي ونزاع إقليمي، وبما أنه لا يمكن لفراغ سياسي أن يبقى كذلك طويلاً، تتحرك القوى الكبرى والوسيطة لملء الفراغ عالمياً، فما هذه القوى؟ وكيف تتجه نحو استبدال تأثير واشنطن؟. الغريم التقليدي لواشنطن هو - بلا شك - روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي، ومنذ عام 2008 حين دعمت موسكو انفصاليي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ضد الحكومة الجورجية المدعومة أوروبياً، بدأ مشروع العودة الروسي ليمر على أوكرانيا وسوريا وليبيا وأفغانستان،

محور الأزمات العشوائية: سياسات غير مدروسة ومشاريع فاشلة

لم تعدم منطقة الشرق الأوسط يوماً اشتعال فتيل الأزمات المختلفة سياسياً وعسكرياً، فلا تكاد تخلو بقعة في المنطقة من خلاف حدودي أو نزاع سياسي داخلي أو حرب أهلية أو غير أهلية، وفي كل بؤر الصراع هذه هناك أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة، ومع تزايد حدة الاستقطاب في المنطقة تتزايد حرارة هذه البؤر حتى تقترب من درجة الغليان ولكن ليس بسبب عوامل ذاتية بل خارجية هي في الأساس ترجمة لصراعات إقليمية ودولية. إذا أردنا تصنيف أهم بؤر الصراع في المنطقة اليوم فهي تتلخص في بؤر تشهد مواجهات عسكرية في سوريا واليمن وليبيا وبؤر تشهد أعمالا عسكرية متقطعة مثل العراق ومصر وغزة،وبؤر مؤهلة لأن تكون مسرح مواجهات مثل لبنان بما خلفه انفجار بيروت من دمار وانكشاف سياسي وشرق المتوسط في إطار النزاع بين تركيا واليونان والخليج العربي في إطار استمرار التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.  اللافت أنه على رغم من تنوع السياقات في هذه النزاعات إلا أن اللاعب الخارجي يبدو واحداً، وهذه المرة ليست القوى الغربية هي المحرك الأساسي بل هو محور إقليمي ينتهج سياسة التأزيم في المنطقة لتحقيق مكاسب ضيقة أو إضعاف خصومه ودون أن يكون ذلك ع