المشاركات

عرض المشاركات من 2017

بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر

ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة لقطر الجديدة، هذا المستقبل فرضته السلوكيات السياسية لدول الجوار وحتّمته التغيرات الإقليمية والدولية. ولكنه في الوقت نفسه يتوافق مع الطموح القطري والشخصية السياسية الاجتماعية القطرية التي تنزع دوماً نحو التميز واستقلال القرار وتحقيق السيادة الكاملة داخل وخارج تراب الوطن. ربما يكون أهم ما تحقق خلال هذه الأزمة هو الالتحام الكبير بين الشعب والقيادة وليس على المستوى الشعوري فقط بل عملياً من خلال ارتفاع الشفافية في التعامل مع القضايا والتطورات السياسية وارتفاع وتيرة التواصل الرسمي عبر الخطابات والتصريحات والمقابلات التي قدمها مختلف المسؤولون القطريون كما ارتفعت درجة الاهتمام الشعبية والمشاركة في التطورات السياسية سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة، كما رأينا خطاباً وطنياً مختلفاً يركز على عوامل البناء وحماية المكتسبات بعيداً عن الانغماس في الاهتمامات المحدودة والضيقة اليومية، هذا التطور ا

سيناريوهات واشنطن

آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض لهزة مع وصول ترمب، ليس لأن شخصاً واحداً بإمكانه خلخلة نظام سياسي كامل، ولكن لأنه جاء بثقافة مختلفة إلى البيت الأبيض، ونتيجة تغيّر مناخي سياسي في الولايات المتحدة، ترمب وفريقه والقواعد الشعبية التي تدعمه متوافقون على عدم الالتزام بقواعد اللعبة، وبالتالي الانتفاض على السلوك التقليدي، النتيجة كانت حالة ارتباك شاملة في أروقة الحكومة، نرى نحن في العالم الخليجي تجلياتها دون أن نعيش مسبباتها. وبناء على ذلك، فإن التنبؤ بمستقبل السلوك الأميركي في العالم يحتاج إلى فهم ما يجري في واشنطن، وعليه فهناك مجموعة من الأمور التي يجب متابعتها خلال الفترة القادمة. أولاً: هناك لجنة التحقيق الخاصة في تواصل فريق حملة ترمب الانتخابية مع أشخاص يمثلون الحكومة الروسية، خلال الفترة ما بين فوز ترمب وتسلمه الرئاسة، هذه اللجنة في حال أدانت ترمب سترفع تقريرها لمجلس الشيوخ، الذي يمكنه حجب الثقة عن

قمة صفر أو %100

في لقاء مع أحد المسؤولين القطريين قبل انعقاد القمة الخليجية، قال إن هذه القمة إما أن تمثّل حلاً شاملاً أو أن تكون دون قيمة؛ فإما أن تمثّل 100% من التطلعات، أو ستكون صفراً في مقياس حل الأزمة الخليجية. والحقيقة هي أن هذه القمة ليست بالضرورة استثنائية من حيث التمثيل وطبيعة المواضيع المدرجة؛ فالتمثيل -نسبياً- جيد من مختلف الأطراف في ظل الظروف الحالية، والأجندة ستشمل -حسب ما صرّح به وزير الخارجية القطري- الأزمة، إلى جوار القضايا المعتادة. الاستثنائي في هذه الأزمة بطبيعة الحال هو أنها تأتي في ظل ظروف انقسام حقيقية، نتج عنها حصار من ثلاث دول أعضاء لدولة رابعة، ورفض دولتين لهذه الإجراءات. المجلس، وحتى أسابيع قليلة قبل القمة، كان الحديث يدور حول وفاته إكلينيكياً، بل كانت التكهنات تدور حول تفكك المجلس بشكل عملي، واستبدال كيانات إقليمية بديلة به. وبعد حراك دبلوماسي مكوكي في اللحظات الأخيرة، خرجت البيانات متتالية حول إمكانية انعقاد القمة، وانتهى الأمر إلى مشاركة كاملة وبمستوى تمثيل عالٍ، خاصة من قطر والسعودية. ولكن كل ذلك يجب أن يُوضع في سياقه قبل التحليل.. فهنا نسأل: لماذا انعقدت القمة؟ ف

بين المطرقة والسندان

قدر الدول ذات الحجم الجيواستراتيجي الصغير نسبياً أن تقع في فترات التوتر الدولي بين مطرقة الدول الكبرى وسندان القوى الإقليمية ذات المشاريع التوسعية، وليست قطر من ذلك ببعيد. فبالرغم من الدور الكبير على الساحة الدولية اقتصادياً وسياسياً، فإنها محكومة بقواعد الجغرافيا السياسية التي تضعها بين إيران والسعودية من جهة، ومعسكر شرقي غربي من جهة أخرى. وليست هذه نهاية القصة؛ فهذا الواقع يمكن التعامل معه في ضوء المجتمع الدولي وتفاعلاته بما يخفف الآثار المترتبة على صراعات القوى الإقليمية والعالمية عبر ثلاث استراتيجيات رئيسية. الاستراتيجية الأولى هي التمدد الدبلوماسي المدروس الذي يؤسس توازن مصالح مع مختلف الأقطاب عالمياً. ذلك يحتاج إلى هندسة شبكة العلاقات والمصالح بما يضمن أقل قدر ممكن من التضارب بينها، مع الإبقاء على عنصر الردع الناتج عن وجود علاقات مع مختلف الأطراف. فمثلاً مع نشوء الأزمة الحالية، توجهت قطر نحو روسيا لتوطيد العلاقات، واستهدفت معظم العواصم المؤثرة في العالم للتأسيس لمرحلة جديدة من الدبلوماسية المستدامة التي كانت لها نتائج سريعة كما شاهدنا على هذه الأزمة، وسيكون لها نتائج إيجابية كبي

أحلام نتنياهو

لا أظن أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني كان ليجد في أكثر أحلامه نرجسية واقعاً مثل هذا الذي يحيط به اليوم، الدولة التي قامت كل فلسفتها على أنها في محيط معادٍ، تجد نفسها اليوم وجيرانها يخطبون ودها، بل ويتنافسون في القرب منها، مصر تقدم الغالي والنفيس لحماية حدودها الجنوبية، سوريا لم تعد موجودة على الخارطة، الأردن يحافظ على اتفاقية السلام، ودول من الخليج تهرول إلى تطبيع مجاني لا هدف له إلا كسب ود أحمق واشنطن المطاع، ليس هذا وحسب، بل تتطوع دول الطوق ومعها دول خليجية للتضييق على حماس وإيقاف المصالحة، وضرب داعمي القضية الفلسطينية، ويرجون من الكيان الصهيوني أن يشاركهم حروبهم البينية وأزماتهم المفتعلة. الوضع في الحقيقة من السخافة بمكان أن تصرح تل أبيب أنها تغلق مكاتب الجزيرة أسوة بالعرب، وأنها تتمتع بعلاقات طيبة مع بلاد الحرمين، وأنها تتشارك في الرؤى ضد الإسلاميين مع جيرانها المسلمين، لا شك أن نتنياهو اليوم يعيش حلماً لم يكن ليتصوره هو ولا أي من قيادات الكيان من قبله، ولكن كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف تجاوزنا قاع القيعان إلى ما هو أسفل منه؟ التفسير العربي الدائم هو أننا ضحايا لخطة صهيونية أميركية للإ

سياسة إشعال الحرائق

خلال 24 ساعة، اتخذت الرياض عدداً من الخطوات التي لا يمكن وصفها إلا بسياسة إشعال الحرائق. داخلياً: تم اعتقال عدد كبير من الأمراء المتنفذين ووزراء ومسؤولين في مناصبهم وآخرين سابقين ورجال أعمال، السبب المعلن هو مكافحة الفساد، بينما يتضح من خلال الأسماء التي تم اعتقالها أن المسألة في سياق تثبيت الانتقال من الأفقي إلى الرأسي في نظام ولاية العهد، وحجب أي خصم متوقع لولي العهد الحالي من المشهد تماماً. خارجياً: تم استدعاء رئيس الوزراء اللبناني إلى الرياض، ليقدم استقالته منها بشكل مفاجئ، وبدعوى الاعتراض على التوغل السياسي الإيراني -عبر حزب الله- في لبنان، بينما لم يشكل ذلك عائقاً أمام بقاء الحريري في السلطة الفترة السابقة، ثم غاب الحريري عن المشهد، وأشارت الأنباء إلى استدعاء آخر، طال هذه المرة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يواجه تحدياً من دحلان المدعوم من أبوظبي، أما ردة الفعل على الصاروخ الحوثي فوق الرياض فكانت تهديداً مباشراً لإيران، وقصفاً عنيفاً على صنعاء، كل ذلك في أقل من 24 ساعة. كل هذه الأحداث أشعلت حرائق جديدة، تلتحم مع تلك السابقة، سواء حرب اليمن أم حصار قطر أم دعم حفتر

هل تستفيد واشنطن من الأزمة الخليجية؟

يغلب على الذهنية العربية الانهزامية افتراض أن كل أزمات عالمنا العربي وغيره هي من تصميم غربي وتنفيذ «العملاء» وتستفيد منها إسرائيل ومن خلفها، لا شك أن مكانة دول مثل الولايات المتحدة واللوبيات الصهيونية المتواجدة في عواصم العالم المختلفة تضع أولئك في موقف يمكنهم من توظيف الآخرين، واستغلال الأزمات كفرص لتمرير الأجندات المختلفة، ولكن إطلاق هذه الفرضية على كل وضع بغض النظر عن المعطيات على الأرض تسطيح للواقع سيؤدي حتماً لاستنتاجات خاطئة. في إطار حصار قطر والأزمة الخليجية هناك خطاب يتكرر على ألسنة الكثير، ومنهم بعض المحللين السياسيين المخضرمين، هذا الخطاب يفترض أن الأزمة والخلاف البادي في واشنطن والمواقف المتضاربة كل ذلك هو جزء من تمثيلية كبرى تستهدف استنزاف خيرات الخليج وضرب مواطن القوة فيه، وبالتالي تسوق الفكرة التالية، الولايات المتحدة لن تساهم في حل الأزمة لأنها أكبر مستفيد منها، ربما لن تساهم الولايات المتحدة في الدفع باتجاه الحل، ولكن هل هي فعلاً مستفيدة من الأزمة؟ واشنطن في تقديري تواجه خسارة استراتيجية ضخمة بسبب هذه الأزمة، والقول بعكس ذلك يثير الاستغراب، أولاً منطقة الخليج تعتبر خ

حقيقة التحليل السياسي

مع تكاثر الأزمات السياسية حولنا يزداد عدد أولئك الذين يتصدون للتحليل السياسي، سواء في السياق العلمي الأكاديمي أو الإعلامي الخبري، وتتداخل التحليلات وتتعارض بشكل يشوش في كثير من الأحيان على المتلقي، يتوه المستمع أو القارئ أو المشاهد بين التحليلات المجيرة سياسياً، وتلك المخصصة للاستهلاك الإعلامي، وتذوب التحليلات المبنية على المعطيات والممارسات التحليلية الأمثل في خضم هذا البحر الهائج والموج المتلاطم من المراقبين والمعلقين والمحللين، الذين يكتفي الكثير منهم بمسمى «محلل سياسي» ليبرر مغامراته التحليلية. ولكن هل التحليل السياسي علم؟ في الحقيقة هو خليط بين أدوات علمية أساسية، وما يسميه أحد الباحثين في مجال التحليل السياسي «الحدس»، طور المختصون في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية المختلفة أدوات تحليلية كثيرة تساعد في فهم الواقع السياسي من حولنا، هذه الأدوات صممت في المساحة الوسيطة بين البحث العلمي والممارسة السياسية، ولذلك تتسم هذه الأدوات بالعملانية، وكأي أدوات تحليلية أخرى تركز هذه الأدوات على عناصر العملية التحليلية الثلاثة، المدخلات، وعملية التحليل، والمخرجات، المدخلات في هذا ال

أزمة الجيل

لكل جيل أزمته، تلك الأزمة التي تشكّل وعي هذا الجيل، وترسم مواقفه، وتنطلق منها بقية الأزمات فتأسر العقل الجمعي لهذا الجيل. جيل الثمانينيات الخليجي عاش أزمة أفغانستان المنبثقة عن الحرب الباردة، وشكّلت لفترة طويلة هوية هذا الجيل. ثم جاءت حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت لتحرّف إدراك جيل التسعينيات نحو السطوة الأميركية. أما جيل العقد الأول من هذا القرن، فكان ارتطام طائرتين ببرجين في نيويورك كفيلاً بإعادة ترسيم حدود العلاقة الذهنية بين الغرب والإسلام والأنظمة القمعية. اليوم يصعب وضع اليد على أزمة هذا الجيل، فمن الربيع العربي إلى الأزمة الخليجية تعرّض هذا الجيل لصدمات فكرية ونفسية عديدة. لا شك أن الأجيال تتلاقى، وكل جيل يبني فهمه للأزمة التالية على تأثره بالأزمات السابقة، وينتج ذلك حالة من الصراع الجيلي. فبين من يعتبر أن الصراع هو بين الصحوة والليبرالية، وبين من يجده بين الإسلام السياسي والغرب، أو مؤخراً بين الثورة والدولة، كل ذلك نتيجة للأزمة المركزية التي تشكّل وعي هذا الجيل أو ذاك. ولكن المشكلة اليوم هي أن هناك من يحاول أن تكون هذه الأزمة قاصمة الظهر للجيل، وأقول «يحاول»؛ لأن ما نراه يث

حمى الشعوبية

بين الأكراد والكتالونيين تتجلى خطورة حمى الشعوبية التي اجتاحت العالم في أعقاب أفول نجم العولمة الذي بزع منذ سقوط الاتحاد السوفييتي واستئثار الولايات المتحدة بالعالم قطباً وحيداً، ومع اختلال عرش العالم في واشنطن بصعود ترمب وتقدم قوى مختلفة لملء الفراغ تعود إلى العالم حمى الشعوبية التي كان انتشارها بهذا الشكل آخر مرة بداية أحداث الحرب العالمية الثانية، الشعوبية هنا يقصد بها الشكل السلبي والعنصري من القومية، الانتماء العنصري لشعب معين بشكل يصنع العداوة تلقائياً مع بقية الشعوب. كنت أجلس في بلكونة الجمعية العامة الأمم المتحدة حينما أدلى ترمب بخطابه أمام المستفز من على منبر المنظمة التي تأسست «نظرياً» على فكرة السلام الدولي والتعاون بين الشعوب نحو مستقبل زاهر للبشرية، وقف ترمب ليحاضر على قادة العالم حول خطر الاشتراكية وكيف أدت إلى انهيار الدول التي اختارتها منهجاً ليتبع ذلك بتمجيد الشعوبية باعتبارها حقاً مشروعاً وسبيلاً لبناء أوطان مزدهرة، وأخيراً توج ترمب خطابه الشعوبي المتطرف بتهديد صريح بمحو كوريا الشمالية من على الخارطة ليسود القاعة ضجة مفاجئة، الموجة الشعوبية هذه والتي أتت بترمب إلى ال

"لماذا بالغتم في استقباله؟"

وضعت قناة العربية عنواناً في أسفل شاشتها يقول «استقبال مبالغ فيه احتفالاً بعودة الشيخ تميم من نيويورك»، علت وجهي ابتسامة سخرية وأنا أقرأ العنوان التافه، ولكنه بالنسبة لي كان ختاماً مناسباً لحملة استمرت أسابيع بهدف تخريب الجولة الخارجية الأولى لسمو الأمير منذ بداية الحصار. هذه الحملة بدأت بجولة مكوكية لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في أوروبا، لمحاولة استباق زيارات سمو الأمير لألمانيا وفرنسا، وفشلت بشكل كبير، لتكون التصريحات الألمانية الفرنسية، وخاصة الفرنسية داعمة لموقف قطر على حساب محاصريها، ورأينا كيف طالب الرئيس الفرنسي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع الحصار عن قطر. الخطوة الثانية كانت عبر مؤتمر لندن، والذي كان يفترض أن يكون حدثاً رفيع المستوى بحضور العشرات من الساسة والمفكرين، ولكن النشاط القطري المضاد في توضيح حقيقة هذا المؤتمر حجب عنه أحد متحدثيه الرئيسيين، والعشرات من المدعوين، ما ترك القاعة شبه خالية والمتحدثين ليكلموا أنفسهم. وفي نيويورك أطلقت دول الحصار حملة إعلامية في الجرائد والطرق، وعلى أسطح الأبنية لتشويه سمعة قطر وربطها بالإرهاب، ولكن الحملة المضادة الم

قطر بعد 100 يوم من الحصار

تجاوزت قطر، بفضل من الله، وبحنكة قيادتها، عنق الزجاجة في أزمة الحصار باقتدار وجدارة.. دبلوماسياً تمكنت قطر من تعزيز موقعها العالمي، وتوطيد الشراكات القائمة، وتوسيع دائرتها لتؤسس علاقات مستدامة بتنوعها وقوتها، ستكون صمام أمان في عالم اليوم المكبل بالأزمات.. اقتصادياً انطلقت قطر نحو تحقيق استقلال ذاتي شامل، وفتحت خطوطاً اقتصادية جديدة عبر العالم.. سياسياً وشعبياً وفّر الحصار دافعاً لتعزيز التماسك والتعاضد بين الحاكم والمحكوم، ولتكوين وعي جمعي مختلف يستحضر أهمية البناء والبذل لصالح الوطن، ويدرك المخاطر التي تواجهه، في مقابل ذلك تعثرت دول الحصار في مختلف الأصعدة، وخاصة التراجع الدبلوماسي الملحوظ الذي أدى إلى توتر علاقات تلك الدول عبر العالم، وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليها. ومع ذلك تصر دول الحصار على الاستمرار في مسلسل الافتراءات والاتهامات والسلوك العدائي، وتتهرب من أية فرصة تطرح أمامها لإنهاء هذه الأزمة، وإيقاف النزيف السياسي والأخلاقي، ولذلك وجه صاحب السمو في خطابه حول الأزمة إلى تجاوزها نحو البناء والتنمية وعدم الانشغال بمجريات الأحداث عن الدور الحقيقي للمواطن والمؤسسات في تعزي

حمقى بأسلحة نووية

أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وبذلك ولأول مرة تكون مشكلة الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية ليس تهديدها لجارتها الجنوبية، أو حتى اليابان، بل تهديدها -وبشكل حقيقي- لملايين الأميركيين في مدينة مكتظة، مثل سان فرانسيسكو. ولكن لماذا الآن؟ الإجابة القصيرة عن هذا السؤال هي ترمب.. هذا الرجل تمكن من تسريع وتيرة الانهيار الأميركي بشكل غير متصور، ولكن في الموضوع الكوري تحديداً كان إسهامه مباشراً، قبل شهور صرح الرئيس الأميركي منتقداً التكلفة العالية لنشر القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، ثم انتقد بشدة الصين على عدم القيام بدورها لتحجيم كوريا الشمالية، وأخيراً وجه انتقاداً إلى كوريا الجنوبية نفسها لحديث قادتها عن السلام بين الكوريتين، وقاصمة الظهر كانت إحجام ترمب عن تأكيد التزام واشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية عسكرياً حال تعرضت لهجوم شمالي، في تصريحاته الأخيرة بعد التجربة النووية

ماذا يجري في واشنطن

يعيش البيت الأبيض حالة من الفوضى مع الاستقالات المتلاحقة والتصريحات المتضاربة من أعضاء الإدارة الأميركية، وهناك حالة من القلق في واشنطن حول ما ستؤول إليه الأحداث بعد أن تهدأ حالة الفوضى هذه. النيويورك تايمز نشرت مقالاً يستند إلى مصادر من داخل البيت الأبيض عن الطريقة التي يدير بها موظفو البيت الأبيض الرئيس، يبدأ ذلك من الصباح الباكر مع تقرير إخباري خاص يحتوي على جرعة إيجابية من الأخبار والمقالات والصور التي تمتدح الرئيس، والهدف حسب المقال هو أن يكون مزاج الرئيس إيجابياً مع بداية اليوم. أما كبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال المتقاعد جون كيلي فهو يمنع دخول أي شخص على الرئيس دون معرفته المسبقة، ويحاول الموظفون قدر الإمكان منع الرئيس من الاختلاء بأي شخص في المكتب البيضاوي مخافة أن يدفعه لاتخاذ قرار أو نشر تغريدة دون فلترة مسبقة. الرئيس منزعج كذلك من مستشار الأمن القومي مكماستر الذي يصر على التواجد في كل الاجتماعات المعنية بالجانب الأمني وتقييد تعليقات الرئيس وردوده. وأخيراً يعرض المقال صورة لانفعالات الرئيس على شاشة التلفاز والصراخ على الموظفين حين يتعكر مزاجه بسبب خبر سلبي يتناوله شخ

النهاية المدوية لتنظيم الدولة

كتبت مقالاً منذ عام تقريباً حول النهاية المدوية لتنظيم الدولة، هذا التنظيم الوظيفي الذي استفادت منه مختلف الأطراف لتحقيق أهدافها السياسية، القلق الذي تحدثت عنه حينها من أن يتحول هذا التنظيم بعد نضوب التمويل المخابراتي وانقطاع سبل الاتصال مع داعمي السر يتحول الآن إلى واقع، التنظيم كان وجد لنفسه موقعاً في خارطة الأزمات العالمية، وكان يتحرك من خلال هذا الموقع فيبتعد عن ضرب المصالح الإيرانية حماية لحساباته في سوريا، ويوغل في المقاومة السورية لأنه يعلم من يستفيد من ذلك ويحقق ضربات رمزية هنا وهناك في أوروبا لإثبات الوجود وللضغط على الداعمين أحياناً. خلال الفترة الماضية ومع تضييق الخناق على التنظيم ودولته المزعومة أشارت تقارير استخباراتية إلى أن قيادة التنظيم أصدرت أوامر لأتباعه في مختلف دول العالم للعمل في مجموعات صغيرة جداً لتجنب الاكتشاف ولتنفيذ أي عمل يمكن تنفيذه في أي موقع، وهذا الأسبوع شهد ترجمة هذه الأوامر على أرض الواقع في إسبانيا وفنلندا من قبل عناصر من التنظيم، والسلطات في لبنان وغيرها كشفت عن إحباط عمليات أخرى، كل ذلك هو نتيجة طبيعية لإحساس قيادة التنظيم بضياع الحلم الذي كان يجس

كوشنر والمهمة المستحيلة

أعلن البيت الأبيض عن وفده رفيع المستوى الذي يفترض به أن يطلق المباحثات حول رؤية ترمب لعملية السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، كوشنر اليهودي صهر الرئيس وأحد كبار مستشاريه سيقود الوفد بمعية مبعوث السلام للشرق الأوسط ونائب مستشار الأمن القومي، وفد رفيع المستوى يوفده ترمب لتحقيق ما كان يسميه الرئيس الأميركي خلال حملته الانتخابية «الصفقة الكبرى»، ولكن توقيت هذه الزيارة يجعلها عملاً عبثياً بكل المقاييس، الأزمة الخليجية تراوح مكانها، الأزمة مع روسيا تتطور سلباً، كوريا الشمالية في أقرب حالاتها إلى اعتداء مباشر على أرض أميركية، هذا غير التحديات الداخلية التي يواجهها ترمب، في ظل هذا كله تتوتر العلاقات الأردنية الفلسطينية بسبب أزمة قتل مواطنين أردنيين على يد حارس السفارة الصهيونية، وأزمة المسجد الأقصى غير المسبوقة هدأت للتو، وحماس ومجموعة دحلان في مفاوضات لتغيير الواقع القائم في غزة، كل الظروف تقول إنه ليس هناك أي بصيص أمل حتى لتوقيع اتفاقية صورية يمكن لترمب التبجح بها. من ناحية أخرى لا يحتاج نتنياهو، الذي يمرر كل ما يريده من خلال التنسيق الأمني مع السلطة ويتوسع في الاستيطان دون رقيب، إل

بعد المنامة

كما وعد وزراء الخارجية لدول الحصار في مؤتمرهم في القاهرة، اجتمعوا وأخيراً في المنامة بعد طول انتظار، ليناقشوا -حسب ما كان مفترضاً- مختلف الإجراءات المقبلة التي ستتخذ ضد قطر، ولكن كما خابت آمال المعولين على الحصار في القاهرة خابت آمالهم في المنامة، لا إجراءات جديدة، وخطاب تخفيفي، وحديث حول الحوار، وإشارة إلى اعتراف ضمني أن الإجراءات الظالمة أثرت سلباً على المواطن القطري، وأن أية إجراءات مقبلة لن تؤثر على القطريين، كما توقع كثير من المراقبين، فإن الضغط الأميركي يبدو أنه آتى أكله في هذا المؤتمر، كما كان اتصال ترمب في مؤتمر القاهرة سبباً في بيانه الضعيف، لا شك أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن دول الحصار أخذت خطوات متقدمة جداً، دون أن تترك لها أي خط رجعة، ودون أن يكون لديها استراتيجية خروج من الأزمة، واليوم يبدو أن دول الحصار اختارت التخفيف التدريجي للأزمة، والإبقاء على الحصار، بما يضمن ألا يبدو ذلك انتصاراً لقطر بشكل أو آخر، ولكن ماذا بعد المنامة؟ قطر من ناحيتها صعدت من إجراءاتها القانونية ضد دول الحصار، من خلال استهداف الحصار عبر المؤسسات الدولية، ويتمثل ذلك في تقديم شكاوى حول الإجراءات ال

ماذا بعد خطاب الثبات؟

منذ بداية الأزمة الخليجية، هناك ترقب لما ستفرزه، ما الذي سيحدث بعد أن يهدأ الغبار وتنطفئ جذوة الأزمة؟ ومع وتيرة الأحداث المتسارعة كان استشراف إجابة على هذا السؤال صعباً جداً، خاصة والمواقف في حالة سيولة من قبل دول الحصار والولايات المتحدة، ومنذ أيام الأزمة الأولى كان هناك ترقب خاصة في الشارع القطري لخطاب أميري يضع النقاط على الحروف، ويرسم صورة واضحة لقطر ما بعد الأزمة، ومع تأخير الخطاب الأول احتراماً لطلب سمو أمير الكويت، واحتراماً لجهود الوساطة التي يقوم بها زادت حالة الترقب لمحتوى هذا الخطاب، خلال السنوات الماضية تعودنا على أن تكون خطابات سمو الأمير معبأة ومركزة، وأن تحتوي على إشارات هامة فيما يتعلق بسياسة الحكومة القطرية ونهجها في الفترة القادمة، وهذا ما وجده القطريون في خطاب سمو الأمير الذي يستحق بحق تسميته بخطاب الثبات. أهم ما احتواه الخطاب كان في إطارين، الأول يتعلق بالموقف القطري السياسي من الأزمة الخليجية، والثاني حول استراتيجية الحكومة لمرحلة ما بعد الأزمة، بالنسبة للإطار الأول كان البيان واضحاً في تأكيده على أن الموقف الذي استقبلت به قطر هذه الأزمة لم يتغير، انفتاح على الح

بين انقلاب تركيا وحصار قطر

ركبت سيارة الأجرة متجهاً إلى مكتب الجزيرة في اسطنبول ليلة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة، وباعتباري سائحاً قضى اليوم بطوله في وجهات سياحية عائلية، لم أشاهد سوى تلك اللوحات والأعلام في الشوارع، ولكن تلك الجولة الليلية في سيارة الأجرة المزينة بالأعلام كانت كفيلة لأن أعيش جانباً من أجواء اسطنبول الاحتفالية، معظم السيارات والمباني تزينت بالأعلام التركية، والسائقون يعلنون عبر أبواق سياراتهم احتفالهم.  مررت بجوار أحد الميادين المخصصة للاحتفالات، والآلاف من الناس بمختلف مشاربهم يلوحون بأعلامهم، وتصدح حناجرهم بهتافات ابتهاجية، الشاشات عليها صور من تلك الليلة العصيبة، وأسماء الشهداء نصبت على لوحات كبيرة، اسطنبول كانت في حالة وطنية عالية جداً، وهنا تذكرت مشاعر ليلة المحاولة الانقلابية، ذلك القلق الذي لم يهدأ حتى ساعات النهار الأولى، ذلك القلق كان على النموذج التركي، ولكنه كذلك كان على الحليف الأكبر واليوم مع حصار قطر، نتبين الأهمية البالغة التي شكلها فشل المحاولة الانقلابية بالنسبة للموقف القطري، بعد تلك المحاولة كان الاتصال الأول لرئيس عربي من سمو الأمير، ونقلت الوكالات صور السفير القطري إلى

قطر داخل المجلس وخارجه

كثر الحديث خلال الأسابيع القليلة الماضية حول احتمالية خروج أو إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي، ويأتي ذلك طبعاً على إثر التصريحات التي سمعناها من مختلف مسؤولي دول الحصار، والتي احتوت مصطلحات الطلاق والفراق، والتي لفترة على الأقل كانت تدس دساً في السياق، بعدها بفترة وخاصة بعد التأكيد الأميركي والأوروبي على أن بقاء المجلس مطلب دولي خفت هذه اللهجة، وكان التصريح الأخير خلال المؤتمر الصحافي في القاهرة، والذي أشار خلاله وزير الخارجية البحريني إلى أن مسألة تعليق أو تجميد أو إسقاط عضوية قطر في مجلس التعاون ستبحث في اجتماعات المجلس، هذه الضجة التي لم تولد أي موقف حقيقي حتى الآن أوجدت سؤالاً مهماً، ماذا يحدث إذا خرجت قطر من المجلس أو استمرت؟ وكيف تؤثر الحالتان على قطر؟   أولاً ماذا لو خرجت قطر أو أخرجت من مجلس التعاون الخليجي، لنتجاوز للحظة الموقف القطري الصلب في المحافظة على كيان المجلس، والتصريح القطري على لسان وزير الخارجية بأن قطر لن تخرج ولن يستطيع الطرف الآخر إخراجها، ولنتجاوز كذلك العقبات القانونية والواقعية أمام ذلك، ومنها حاجة القرار إلى إجماع في المجلس، والرفض المتوقع لعمان والكو

انتهت المهلة؟ أم الأزمة؟

مع الساعات الأخيرة لمهلة الأيام العشرة، وقف البعض على أطراف أصابعهم ينتظرون ما سيحدث بعدها، ليس ذلك من باب المباهاة، ولكنني كنت أجلس بكل استرخاء في تلك اللحظات، كانت المؤشرات واضحة منذ أيام، هذه المهلة وتلك المطالب فقدت قيمتها منذ يومها الأول، التدخل العسكري لم يعد خياراً مطروحاً لأسباب عديدة، أهمها التواجد التركي وضياع نافذة الفرصة أمام أي طرف يرغب بذلك، موافقة قطر على المطالب كان معروفاً مسبقاً أنها غير ممكنة، والأطراف الدولية لم تبلعها، وبالتالي كان الهدف الوحيد من هذه المطالب هو شراء الوقت حتى تجد دول الحصار مخرجاً مناسباً من الأزمة، ومع نهاية المهلة يبدو أن الضغط الأميركي لصالح مطالب مخففة وشكلية إلى حد كبير بدأ ينجح. حدث ارتباك في الخط الزمني للأحداث ليلة انتهاء المهلة، صدر أولاً خبر حول اجتماع يوم الأربعاء لمناقشة الرد القطري، ثم خبر وكالة الأنباء القطرية الذي يفيد بتسليم الرد في اليوم التالي، ثم خبر الطلب الكويتي بتمديد المهلة، وخلال دقائق جاءت الموافقة على التمديد، وبعد أن هدأ غبار هذه الأخبار صدرت أخبار اتصالات ترمب بالقادة الخليجيين، هذا الخط الزمني غير المرتب يضاف إلى حا

ماذا بعد المطالب

السؤال الأكثر تداولاً هذه الأيام في الخليج هو ماذا بعد تقديم المطالب التعجيزية من قبل دول الحصار؟ هناك ترقب عال للرد القطري وللمواقف الدولية من هذه المطالب وخاصة أنها لم تترك مجالاً كبيراً للمساومة، المطالب جاءت وبشكل على ما يبدو مقصوداً عالية السقف وبمدى زمني غير واقعي بهدف دفع قطر إلى موقف رافض بشكل قطعي للمطالب، الهدف حسب ما يبدو من تصريحات رسمية وتغطيات خبرية من دول الحصار هو أن يأتي الرفض القطري للمطالب ذريعة لتعليق أو تجميد أو إسقاط عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي. السبب في سعي دول الحصار لهذا «الطلاق» كما سماه مسؤول خليجي رفيع المستوى هو فشل الموجة الأولى من الحملة على قطر في تحقيق المراد منها، توقعوا ارتباكاً رسمياً قطرياً فواجهوا مؤسسات ذات جاهزية عالية ومواقف متماسكة، أرادوا إثارة القلاقل شعبياً فوجدوا تكاتفاً شعبياً رسمياً وموقفاً متوحداً صلباً، أرادوا تحريك موقف عربي دولي ضد قطر فانقلب السحر على الساحر وخسروا تحالفاتهم التقليدية وتعرضوا للتوبيخ من قبل قوى عظمى، كل ذلك يضع المحاصرين أمام موقف صعب، كيف يخرجون من هذه الأزمة بشكل لا يبدو على أنه هزيمة أو تراجع ويحف

لماذا قطر

مع دخول الأزمة الخليجية أسبوعها الثاني، تتسارع الأخبار وتتضارب المعلومات بشكل كبير، الأحداث تتطور كل ساعة وخريطة الأزمة يطرأ عليها تعديل يومي، ومع كل هذا الزخم تغيب إجابة واضحة عن السؤال الأهم، لماذا قطر؟ في البداية كانت الحجة التصريحات المفبركة التي تتحدث عن علاقة مع إيران، نفيت التصريحات واستمرت الحملة، ثم جاء الحديث عن اجتماعات بين مسؤولين قطريين وإيرانيين، لم تقطع العلاقات بين المقاطعين وإيران ولكنها قطعت مع قطر، ثم مسألة دعم الإخوان المسلمين عالمياً، وعلى الرغم من وجود الإخوان كأفراد أو كمؤسسات أو حتى في السلطة في بعض الدول العربية وتركيا، إلا أن ذلك لم يؤد إلى قطع العلاقات معهم، ثم الحديث عن دعم الإرهاب وحماس، وهنا تاهت بوصلة المقاطعين في تعريف الإرهاب، فتارة قطر تدعم الحوثيين، وتارة تدعم داعش، وأحياناً تدعم إسرائيل، أما حماس فتذكر على استحياء دون تحديد كيف يضر دعمها بأمن الخليج، الخطاب مشوش جداً ولكن الشيء الوحيد المتفق عليه هو أن الهدف قطر. حتى نحاول الإجابة على السؤال، نستفيد من أدوات التحليل السياسي المنهجي في قراءة هادئة للمشهد، وامتداده التاريخي وارتباطه بالتطورات الع

راكبوا موجة ترمب

مازال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يواجه منتقديه في الداخل والخارج بنفس الطريقة التي عهدناها خلال حملته الانتخابية، سلسلة من الأكاذيب وتزوير الوقائع، انتقاد للإعلام والنخبة السياسية واتهامهم بالتحيز وترويج الأكاذيب حوله، وتوظيف جيش المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عنه، والآن وبعد جولته العالمية يواجه ترمب أوروبا غاضبة، واتهامات بالتخابر مع روسيا في بلاده، في خضم هذا كله أطلق ترمب حملته على الأرهاب بتعريفه الجامع الذي استحدثه مع بعض حلفاءه، يهدف ترمب من خلال هذه الحملة إلى التغطية على خلافاته الداخلية والخارجية من خلال وضع البلاد في حالة حرب، والأيام القادمة ستشهد تصاعداً في اللهجة العسكرية لترمب وتفاعلاً من بعض الحلفاء في المضي على خطى ترمب في محاربة كل ما يسميه هو إرهاب. على هذا الصعيد هناك من يريد ركوب الموجة، والاستفادة من اضطرار ترمب إلى الظهور بمظهر المحارب للإسلام الراديكالي سريعاً من خلال إدخال مشاريعهم في هذه الأجندة، ورأينا ذلك من خلال الحملة الشعواء على قطر وتركيا وقصف ليبيا والتحركات الانفصالية في اليمن والتي ربطت جميعها بمحاربة "الإرهابيين" وداعمي