هونج كونج من الشرق إلى الغرب
زرت خلال الشهر المنصرم إقليم هونج كونج الصيني في زيارة هي الأولى بالنسبة لي إلى هذا الإقليم، الذي يعتبر واحدا من إقليمين فقط يتمتعان بحكم ذاتي بعيدا عن الهيمنة المباشرة للحكومة الشيوعية الصينية. يأتي ذلك نتيجة لكون هونج كونج آخر الأقاليم انضماما إلى الوطن الأم بعد احتلال دام قرنا ونصف القرن من قبل التاج البريطاني، حيث إن الأسطول البريطاني رسا على شواطئها في بداية حملة انتهت بهزيمة الإمبراطورية الصينية على يد الإنجليز ضمن ما سمي بحرب الأفيون. في أواسط القرن الثامن عشر نشط البريطانيون في تصدير الأفيون الذي كانت تنتجه المستعمرات البريطانية في شبه القارة الهندية إلى الصين، مما تسبب في وباء من إدمان المخدرات أفسد الحياة الاجتماعية في المدن الرئيسية في الإمبراطورية مترامية الأطراف، وبعد أن عين الإمبراطور مديرا لإقليم جوانزوا ليتولى مهمة إيقاف تصدير الأفيون وتطبيق حكم الإعدام في حق عدد من المهربين الإنجليز، نشب صراع بين الحكومتين انتهى بقيام الحرب سالفة الذكر والتي انتصرت فيها بريطانيا فارضة بذلك السماح ببيع الأفيون الإنجليزي عبر الموانئ الصينية وسيطرة التاج على منطقة هونج كونج. بقيت هون