المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٨

الخليج وإيران بعد 40 عاماً

حضرت خلال هذا الأسبوع ندوة مغلقة لمجموعة من الأكاديميين والمثقفين، تناقش حاضر ومستقبل إيران مع مرور 40 عاماً على انطلاق الثورة التي مهدت الطريق لتشكل النظام الإيراني بشكله الحالي، منذ 1979 تحولت إيران تحولاً جذرياً من شرطي الولايات المتحدة في المنطقة، ومن دولة ملكية رأسمالية بثقافة استهلاكية عالية مشابهة للنموذج الخليجي اليوم إلى دولة أيديولوجية شمولية بخطاب طائفي عنيف وامتداد يتجاوز حدودها وبشكل لا يتوافق حتى مع مصالحها أحياناً. في الندوة التي ذكرت كان الحضور خليطاً من العرب والخليجيين والإيرانيين وبعض الغربيين الذين استعرضوا وجهات نظرهم حول النظام الإيراني ومستقبله في ظل العقوبات الأمريكية الجديدة والواقع المضطرب في المنطقة، وحيث إن الكلمة التي كنت معنياً بتقديمها كانت حول الخليج وإيران، حاولت أن أؤكد على مجموعة أفكار رئيسية، الفكرة الأولى هي أن المشروع التوسعي الإيراني ليس مشروعاً أيديولوجياً صرفاً وليس وليد ما يسمى بالثورة الإسلامية، بل هو امتداد طبيعي لصراع الهيمنة الإقليمية في منطقة الخليج منذ مئات السنين، فكل حكومة مركزية اتخذت من إيران كلها أو جزء منها مقراً لها حاولت الام

الأمن والسيادة معادلة صعبة أمام التحولات الإقليمية

تركيا والسعودية وإيران دول ذات قدرات عسكرية واقتصادية تمكنها من ممارسة الهيمنة إقليمياً في اليمن والخليج وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان نجد نقاط تقاطع مختلفة لمصالح الدول الثلاث المهيمنون الثلاثة يواجهون تحديات وجودية ليست متساوية في الخطورة التحديات واقع ماثل نتائجه ستشكل هوية المرحلة القادمة إقليمياًّ بالإمكان تقسيم دول العالم إلى ثلاثة أصناف، دول تمارس هيمنة عالمية، وأخرى تمارس هيمنة إقليمية، ودول تحاول المحافظة على سيادتها في ظل تنافس هذه القوى، الولايات المتحدة مثلاً تنافست مع الاتحاد السوفييتي على الهيمنة العالمية وراحت ضحية ذلك العديد من الدول مثل كوريا وفيتنام التي تعرضت لحروب طاحنة نتيجة صراعات القوى العظمى، إقليمياً كان الصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي كفيلاً بخلخلة دول بحجم أوكرانيا وإثارة قلاقل في جورجيا، وفي منطقتنا العربية جاء مزيج التنافس الإقليمي والدولي ليشكل خريطة المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى والثانية ومازال هذا التنافس ينتج تفاعلات في موازين القوى يروح ضحيتها ملايين البشر، واليوم يبدو أننا مقبلون على واقع إقليمي جديد تتكشف صورته أكثر يوماً بعد يوم.

أنقرة والرياض وواشنطن وتفاعلات قضية خاشقجي

تفاعل المجتمع الدولي بشكل متصاعد مع قضية اختفاء الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي، التكهنات بمقتله أصبحت أقرب للواقع مع تكشف مزيد من الأدلة بشكل يومي تؤكد تصفيته داخل القنصلية، وفي خضم تداعيات الحدث هناك مثلث علاقات تطرأ عليه تغيرات شبه يومية، هذا المثلث يضم كلاً من أنقرة والرياض وواشنطن، العلاقة بين الأطراف الثلاثة معقدة، فأنقرة وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع واشنطن في سوريا بسبب دعم الأخيرة القوات الكردية وبسبب استمرار اعتقال القس أندرو برانسون، من ناحية أخرى هناك علاقة معقدة بين أنقرة والرياض فالطرفان يختلفان بشكل جوهري حول ملفات الربيع العربي وعلى الرغم من ذلك كانت هناك محاولات لترميم العلاقة خاصة في شقها الاقتصادي، وعلى الرغم من الخلافات بينهما حافظ الطرفان على مستوى مقبول من الاتصال والتعاون، واشنطن بدورها كانت تعتبر الداعم الأول للعهد الجديد والإصلاحات المفترضة لمحمد بن سلمان ولكن العلاقة تعقدت خلال الفترة الأخيرة مع تكرار ترمب إهانته للرياض في مؤتمراته الانتخابية ومقابلاته، وفي وسط هذا كله جاء اختفاء خاشقجي ليعقد المعقد. أنقرة من ناحيتها وجدت الفرصة سانحة لترميم العل

ماذا يفهم من استهداف خاشقجي؟

إما أن تكون خلف النظام تهتف باسمه وإن جلد ظهرك وسرق مالك وانتهك فكرك وإلا فأنت عدو له وفي مرمى نيرانه التأكيدات تتزايد بأن جمال راح ضحية الكلمة التي قالها ومضى كما نقش على صفحته في موقع التغريد يوماً صانع القرار هناك لا يهمه إلا رأي ساكن البيت الأبيض الذي سينتهي به الأمر بتعبير عن القلق أو مطالبة ناعمة بالشفافية تضاربت الأنباء حول ما حدث للإعلامي السعودي ذي الشهرة العالمية جمال خاشقجي، فالمدير العام السابق لقناة العرب الإخبارية التي سارعتها المنية فور بثها ورئيس تحرير الوطن السعودية لمدة 52 ، كان شخصية جدلية بتوازنه، جمال لم يكن "حكومياً" مطلقاً ولا معارضاً صريحاً، كان صاحب رأي يطرحه بتحفظ وكياسة، استطاع جمال أن يحافظ على هذا الموقف المتوازن منذ بداياته الصحفية في ثمانينيات القرن الماضي حتى مطلع العهد الحالي،  لكن صانع القرار السعودي اليوم أصبح يضيق لا بالمعارض فحسب،  بل بالصامت وحتى بالمؤيد غير المتحمس، فإما أن تكون خلف النظام تهتف باسمه وإن جلد ظهرك وسرق مالك وانتهك فكرك وإلا فأنت عدو له وفي مرمى نيرانه. كان لجمال نصيب من الحوارات الساخنة في بلاده في تسع

الأزمة الخليجية، هل من جديد؟

- قطر تجاوزت التأثيرات السلبية للأزمة لكنها تسعى لحلها حرصاً على المصالح الخليجية المشتركة - فرصة نادرة لأن يجلس وزراء خارجية قطر ودول الحصار على طاولة واحدة وإن لم يكن موضوع الأزمة حاضراً - غياب اجتماعات للرباعية في نيويورك وحتى قبلها وضعف درجة التنسيق في التصريحات مقارنة بما حدث العام الماضي - لن تقوم واشنطن بممارسة ضغط حقيقي على الرياض أو أبوظبي ما لم يكن هناك موقف أقل تصلباً تجاه حل الأزمة هناك من على منصة الأمم المتحدة، جاء خطاب سمو الأمير الثاني خلال الأزمة الخليجية والسادس منذ توليه حكم البلاد، متوافقاً مع ما سبقه من خطابات من حيث البنية الموضوعية، ولكنه بلا شك كان مختلفاً من حيث النبرة، فبعد أن جاء خطاب العام الماضي ليضع أمام العالم الانتهاكات التي تعرضت وتتعرض لها قطر نتيجة حصار الأشقاء، جاء خطاب هذا العام ليقول إن قطر تجاوزت هذه الأزمة أقوى مما كانت عليه وباتت تنظر للمستقبل، واضعة الحصار في زجاج المرآة الخلفية، ولكنها لا تغفل خطورة الأزمة للأمن والتنمية في الإقليم، ولذلك جاء الحديث عن الأزمة الخليجية في إطار خليجي صرف، حيث أكد سموه على التأثير السلبي لهذه الأزمة على صور