الخليج وإيران بعد 40 عاماً
حضرت خلال هذا الأسبوع ندوة مغلقة لمجموعة من الأكاديميين والمثقفين، تناقش حاضر ومستقبل إيران مع مرور 40 عاماً على انطلاق الثورة التي مهدت الطريق لتشكل النظام الإيراني بشكله الحالي، منذ 1979 تحولت إيران تحولاً جذرياً من شرطي الولايات المتحدة في المنطقة، ومن دولة ملكية رأسمالية بثقافة استهلاكية عالية مشابهة للنموذج الخليجي اليوم إلى دولة أيديولوجية شمولية بخطاب طائفي عنيف وامتداد يتجاوز حدودها وبشكل لا يتوافق حتى مع مصالحها أحياناً. في الندوة التي ذكرت كان الحضور خليطاً من العرب والخليجيين والإيرانيين وبعض الغربيين الذين استعرضوا وجهات نظرهم حول النظام الإيراني ومستقبله في ظل العقوبات الأمريكية الجديدة والواقع المضطرب في المنطقة، وحيث إن الكلمة التي كنت معنياً بتقديمها كانت حول الخليج وإيران، حاولت أن أؤكد على مجموعة أفكار رئيسية، الفكرة الأولى هي أن المشروع التوسعي الإيراني ليس مشروعاً أيديولوجياً صرفاً وليس وليد ما يسمى بالثورة الإسلامية، بل هو امتداد طبيعي لصراع الهيمنة الإقليمية في منطقة الخليج منذ مئات السنين، فكل حكومة مركزية اتخذت من إيران كلها أو جزء منها مقراً لها حاولت الام